الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأسبوع العالمى لريادة الأعمال 2-2

الأسبوع العالمى لريادة الأعمال 2-2

بالرغم من انتشار مفاهيم ريادة الأعمال والشفافية الكبيرة فى عرض التجارب الناجحة والفاشلة أيضا إلا أن تسرع بعض رواد الأعمال  يجعلهم فى مأزق حقيقى بعد سنوات قليلة حيث تشير إحصائيات مكتب العمل الأمريكى   Bureau of Labor Statistics (BLS) إلى فشل 20% من تلك الأعمال  خلال أول سنتين من بدء النشاط وترتفع النسبة إلى 45% خلال السنوات الخمس الأولى و65% منها خلال العشر سنوات الأولى أيضا.



25% فقط من تلك الأعمال هى التى تصمد لما بعد 15 عاما من بدء النشاط.. أما عن أسباب الفشل فهى كثيرة ومتعددة ويمكن استنباطها من معرفة الخصائص السابق الإشارة إليها فى مقال الأمس والتى تشمل عدم دراسة السوق الدراسة الوافية المتكاملة... يحدث ذلك ربما للتسرع أو الحماس الزائد وربما يحدث ذلك نتيجة الاستسهال ووضع فرضيات معينة مبنية على أمور عاطفية غير موضوعية من خلال أشخاص لا يتمتعون بالقدر الكافى من الموضوعية والتحليل.

السبب الثانى منطقى أيضا وهو المرتبط بعدم وضع خطة عمل Business plan  متكاملة وواقعية تشمل وضع أهداف واقعية قابلة للقياس وتوظيف الموارد بالأسلوب الأمثل لتحقيق الأهداف... ربما عدم المرونة تكون من المشكلات الكبرى فبالرغم من وجود إحصائيات وقراءات توضح أن أسلوب العمل لا يحقق الأهداف المرجوة ومنها رضا العملاء وأرقام المبيعات إلا أن بعض التحجر يدفع رائد الأعمال  إلى الاستمرار فى العمل بنفس الكيفية Business as usual  مما يعرض المشروع بالكامل إلى الفشل.

مشكلة التمويل الضعيف هى إحدى المشكلات المتكررة فى مثل تلك الظروف والتى ربما تعود إلى أن جهات التمويل لا تقتنع بالمشروع وبما يتوقع أن ينجم عنه من أرباح.

من المشكلات الكبرى أيضا ما هو مرتبط بضعف أساليب التسويق واستخدام التقنيات الحديثة بفاعلية سواء داخل المنظومة أو فى تفاعلها مع العالم الخارجى بما يشمله من عملاء ومنافسين.

أخيرا فإن أحد أسباب الفشل والذى يقع فيه الكثير من رواد الأعمال هو النموالسريع جدا غير المحسوب Growing Too Fast مما لا يمكنهم من احتواء هذا النمو والذى قد يشمل عملاء جددا أومنتجات جديدة أو أسواقا جديدة أيضا.

نتمنى أسبوع أعمال ناجحا وأن يتم عرض وجهتى النظر وجوانب الموضوع المختلفة ولا يتم التركيز على الجانب الإيجابى فقط مما يعطى الشباب أملا ربما يكون زائفا فالواقعية والتفكير المنطقى والحسابات الدقيقة للمكسب والخسارة وقائمة بما يجب أن يفعلوه وما يجب أن ينتبهوا لخطورته ودراسة كل تلك الأبعاد معا أراه هو السبيل الوحيد للنجاح والاستدامة.