الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيلفى القرد

سيلفى القرد

أثناء قيام ديفيد سلاتر وهو مصور مناظر طبيعية محترف بريطانى الجنسية بإعداد مكان التصوير فى إحدي غابات إندونيسيا عام 2011 حدث أمر غريب صار محل جدل فى السنوات القليلة التالية.



ببساطة قامت أنثى قرد من النوع مكاك أسود اللون باختطاف إحدى كاميرات التصوير ثم قامت بالتقاط العديد من الصور لها فيما يطلق عليه «سيلفى»… بعض تلك الصور كان مشوها تماما فيما كان البعض الاخر واضحا تمام الوضوح لدرجة أن بعض الصور تظهر فيها القردة وهى تبتسم تماما مثلما يفعل الإنسان عند قيامه بالتقاط صورة سيلفى.

ظهرت تلك الصور للنور عندما تم رفعها على أحد المواقع –موقع ويكيميديا كومنز-والذى يعنى بنشر المواد غير المحمية بأى نوع من الحماية فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية ويعد كل ما فيها يندرج تحت نطاق الملكية العامة وهنا نشأ نزاع قضائى انتهى إلى أن تلك الصور لا تتمتع بأى حقوق على اعتبار أن صاحبها من الحيوانات ولا يحق للمصور المطالبة بأى اجراءات للحماية أو الحصول على أى أموال مقابل السماح بنشر تلك الصور مثلما هو الحال فى حالة قيامه بتصوير المناظر الطبيعية المعتادة..

اعترض سلاتر معتمدا فى منطقه إلى أن تلك الصور تمت من خلال إحدي  آلات التصوير الخاصة به أى أنه هو منتج هذه الصور وبالتالى فإن هذه الصور لها حقوق وهو مالكها.

واستمر النزاع حتى ديسمبر 2014 عندما أقر مكتب الحقوق الفكرية فى الولايات المتحدة بأن هذه الصور من أعمال غير بشرية وبالتالى لا تخضع لقوانين حقوق الملكية في الولايات المتحدة.

لم يستمر الأمر كذلك بل دخلت على الخط إحدي المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوانات وبدأت نزاعا قضائيا جديدا مطالبة بتحويل ملكية  تلك الصور وجميع حقوقها وما يترتب عليها من مبالغ مالية الى الاعمال المرتبطة بحماية الحيوانات من الانقراض الا أن المحكمة فى الولايات المتحدة الأمريكية رفضت هذا الدفع وبالرغم من ذلك قامت نفس المنظمة بالاستئناف فى عام 2017 بعدما اتفقت مع سلاتر بتخصيص 25% من الإيرادات لصالح الأعمال المرتبطة بحماية الحيوانات المهددة بالانقراض حتى عام 2018  حينما حسمت محكمة الاستئنافات القضية بإقرارها أن الحيوانات لا تتمتع بأى حقوق فكرية وأن المؤسسة ليست معنية أو ممثلة قانوناً للمطالبة بهذه الحقوق.

يقول سلاتر إن هذه القضية أثرت عليه ماديا و خسر الكثير من الأموال إلا أنها ألقت الضوء على هذا النوع من القردة والذى كان يتم طهيه بواسطة السكان المحليين وبعد نشر الصور توقفوا عن هذا.

فى عام 2018 حكمت احدي المحاكم له بجواز تضمين تلك الصور فى عمل وثائقى خاص به فرب ضارة نافعة.

قضية لم تحسم تماما و لكنها فتحت الباب حول الإبداع الذى يمكن أن تقوم به آليات الذكاء الاصطناعى ومدى أحقية صاحب البرنامج فى الحصول على حقوق الملكية الفكرية وكذا ايضا التبعات القانونية لما قد ينجم عن ذلك من خسائر أو جرائم.