الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى وصناعة السينما

الذكاء الاصطناعى وصناعة السينما

ما يقوم به الإنسان تقوم به الآلة هذا هو اختصار ما يمكن أن يطلق عليه الذكاء الاصطناعى أى القدرة على التعلم من الخبرات السابقة وإنتاج منتج جديد بناء على تحليل تلك الخبرات.



صناعة السينما لم تكن بعيدة عن تلك الاستخدامات أيضا... الأسلوب التقليدى يعتمد على الخبرة.... الخبرة فى انتقاء القصة والسيناريو المناسبين وأيضا اختيار الممثلين Casting وعمل حملات دعائية وتوقع لنجاح الفيلم بناء على عدة عوامل منها شعبية النجوم وتفضيلات المشاهدين والتجارب السابقة وإيرادات الأفلام المماثلة وأيضا كفاءة العملية الإنتاجية نفسها بما تشمله من تخطيط وإنفاق للتنفيذ وخلافه.

الأمر أحيانا لا يسير طبقا لتلك الخطوات المدروسة فأحيانا يقدم المنتج على اختيار المخرج وطاقم العمل الذين يرتاح للعمل معهم... أحيانا أخرى يرى كم التفاعل مع ممثل صغير أدى دورا ثانويا فى أحد الأفلام فيقرر المنتج أن يقوم بإنتاج فيلم من بطولة هذا الممثل المغمور متوقعا المزيد من النجاح حال قيامه ببطولة عمل كبير.

الأمثلة على هذا الأسلوب كثيرة بها العديد من النجاحات مثلما حدث مع الفنان محمد سعد الذى لفت الأنظار فى فيلم الناظر بدور صغير لشخصية اللمبى والذى فتح المجال أمامه للقيام ببطولة عمل يحمل نفس الاسم.

محمد هنيدى مثال آخر للنجاح بهذا الأسلوب وعلى الصعيد العالمى فإن النجم شارلى شابلن حدث معه نفس الأمر بالضبط حيث شاهده اثنان من المنتجين يقوم بحركاته الضاحكة فى الاستراحة بين فصول أحد الأعمال المسرحية فقررا أن يقوما بإنتاج فيلم صامت بطولته فكان شارلى شابلن الذى نعرفه ونحبه جميعا.

الأمثلة على فشل هذا الأسلوب كثيرة أيضا ولكن فليعذرنى القارئ فأنا لن أقوم بسرد تلك التجارب بالاسم ولكنها معروفة بقليل من البحث والمشاهدة.

استخدام تقنيات  الذكاء الاصطناعى من خلال ادخال كم كبير من السيناريوهات الناجحة تمكن الآلة من اقتراح شكل سيناريو يتوقع له النجاح ليس هذا فقط بل تستطيع الآلة اقتراح الممثلين المرشحين لنجاح العمل بناء على تفضيلات المشاهدين ومدى شعبية كل نجم مقسما إلى مناطق جغرافية من العالم وهو الأمر الذى يعطى العمل مساحة وفرصة للنجاح فى منطقة عن أخرى.

تسمح تلك التقنيات باقتراح حملة دعائية للفيلم واقتراح مجموعة من المقاطع لإنتاج إعلان جاذب للمشاهد يتم إطلاقه فى حفلات السينما قبل العرض الأساسى وعلى المواقع السينمائية المتخصصة.

وأخيرا وليس آخرا تسمح تلك التقنيات بتحسين دورة العمل الإنتاجية من حيث ضغط وقت التنفيذ وتوفير النفقات وربما الاستعاضة عن بعض الممثلين الحقيقيين بممثلين من صنع الآلة بالكامل.

تسمح تلك التقنيات أيضا بإنتاج أفلام جديدة بطولة نجوم رحلوا عن الحياة ولا تزال لهم شعبية وإقبال جماهيرى كبيرين...تخيل فيلما جديدا بطولة مارلين مونرو أو نجيب الريحانى أو الموسيقار محمد فوزى... أتطلع إلى مشاهدة مثل تلك الأعمال والتى قد تكون هى الملاذ والملجأ من الكثير من الغث الذى يقفز إلى أرواحنا ويشوه أبصارنا ويلوث مسامعنا.