الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى منطقة أخرى من الوجود

فى منطقة أخرى من الوجود

منذ عدة أيام وفى أحد مراكز التسوق الكبرى حيث ينشغل الجميع بالتسوق والتسكع مختلفين فى التوجهات ولكن متفقون فى ارتداء الكمامات والتى أضافت مهارة قراءة العيون إلى المهارات الأساسية الواجب تعلمها...قبل كورونا كان تصفح الوجوه هوالمعتاد أما الآن فإن قراءة العيون ومراقبتها واستكشاف نوع ولون وشكل كمامة الوجه أصبحت من الأنشطة الرئيسية فى محاولة لمعرفة الأشخاص وجدته...صديقًا قديمًا لم نلتق ربما منذ عدة سنوات...لا أعرف كيف تعرفنا على بعضنا البعض من خلف هذا الستار ولكن هذا حدث.



بدأنا بالسلام وتذكر آخر مرة التقينا مع عتاب فاتر معتاد عن أسباب عدم السؤال أومحاولات اللقاء ثم توقف الحديث للحظات قليلة حاولت قطعها وإعادة مجرى الحديث فسألت صديقى عن رأيه فى الشأن الجارى بداية من الكورونا وتقلب الأحوال الجوية والانتخابات الأمريكية ومجلس النواب وخلافه وهالتنى إجابته.

بدأ صديقى مؤكدًا أنه لا يتابع أيًا مما يجرى على الإطلاق... يصل إلى مسامعه شذرات أخبار عن تلك الأمور ولكنها لا تستقر فى وجدانه كثيرًا فسألته عما يشغل وقته وتفكيره فبدأ حديثه بأنه مهتم بمنطقة أخرى من الوجود...لمعت عيناه لثوان معدودة قبل أن يستطرد فى الحديث عن الأجرام السماوية  وتشكيلاتها المختلفة...عن درب التبانة أو الطريق اللبني The Milky Way ... عن وجود مياه سائلة فوق سطح المريخ… عن خروج كوكب بلوتو خارج المجموعة الشمسية نتيجة تصويت العلماء على هذا فى عام 2006 نتيجة أنه لا يتمتع بخصائص الكواكب الكلاسيكية التى تمتاز بوجود قوة جذب خاصة بها وهوما جعله يصنف ككوكب قزم لا يرقى لأن ينضم إلى كواكب المجموعة الشمسية وعليه فأصبح عددها 8 كواكب فقط بدلًا من 9 كما كان فى السابق وكما درسنا قديمًا فى حصص العلوم ثم عودته مرة أخرى عام 2019 للانضمام إلى كواكب المجموعة الشمسية بناء على تصريح الاتحاد الفلكى العالمي IAU.

تحدث عن موجات الغضب جراء القرار الأول والحملات التى قادها محبو هذا الكوكب على شبكة الإنترنت ومطالبتهم بعودته والتى استمرت ثلاثة عشر عامًا حتى عاد مرة أخرى.. تحدث صديقى عن المنطقة 51 Area51 وهى قاعدة عسكرية فى ولاية نيفادا الأمريكية  وتحدث أيضًا عن القادمين من الفضاء..الأجسام الطائرة المجهولة UFO وهوالمصطلح الذى أطلق عام 1953 لوصف ظواهر ومشاهدات لوجود بعض الأجسام التى يعتقد أنها لمركبات فضاء تقودها كائنات فضائية زارت الأرض ثم ربط هذا الأمر بالآية الكريمة رقم 8 فى سورة النحل «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة  وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» فامتنعت عن الاعتراض أوالجدل حول هذه الجزئية.

ثم كان سؤالى الأخير له «لماذا هذا الاهتمام بتلك العوالم؟» فجاءت إجابته مبهرة حيث انبرى قائلًا: «الأرض وما عليها يزعجنى ويثير أعصابى ومهما كان ما اهتم به غريبًا أومجهولًا فهو أقل غرابة وأكثر وضوحًا من النفس البشرية وما يصدر عنها».

أومأت موافقًا قبل ان أودعه على وعد بلقاء آخر لاستعراض تلك الأمور بتوسع ثم التفت إلى المهمة الرئيسية التى جئت من أجلها وهى البحث عن طبق بيض بلدى خال من الكوليسترول.