السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 32

لغة الجينات 32

«الطمع» استعباد وذل.. جينات خبيثة وطاقة سلبية تسيطر عليك.. القناعة جينات أصلية.. طاقة نور وحرية.. الطمع فقر والقناعة غنى.. الطمع فى الظاهر حب للمناصب والمال والجاه وفى الباطن عبودية وفساد وإفساد وهلاك.



«الطمع» فى الظاهر أنانية ورغبة قوية فى الحصول على المزيد من الأشياء، وفى الباطن جينات خبيثة تحول الحياة إلى جحيم وعدم رضا فمهما أخذ «الطماع» دون وجه حق من أموال ومناصب وجاه.. يبحث عن المزيد والمزيد.

«الطمع» فى الظاهر  شخص لا يشبع.. زى الثلاثة  أصدقاء اللى وجدوا فى الصحراء  كنزا كبيرا من الذهب.. اثنين منهم اتفقوا على قتل الثالث فأرسلوه ليشترى لهم طعاما.. وخططوا لطعنه فور وصوله  طمعا فى نصيبه.

فى الظاهر الشخص الثالث ذهب لشراء الطعام. وفى الباطن خطط هو كمان لقتل أصدقائه الاثنين ليفوز بالذهب وحده فوضع لهما السم فى الطعام.

فى الظاهر عاد الصديق حاملا الطعام مبتسما فاستقبله أصدقاءه بطعنات قاتلة.. وجلسا بجوار جثته يقتسمان الذهب والأكل... فى الظاهر كان الثلاثة أصدقاء.. وفى الباطن أعماهم الطمع فكانت نهايتهم جميعا.

أصحاب الجينات الأصلية لا يعرفون الطمع.. جيناتهم دلتهم على القناعة والرضا.. فى الظاهر اكتمالٌ فى شخصية الفرد ليكون غنياً ومتعففاً ومترفعاً عن الكثير، وفى الباطن  القناعة تُشعر صاحبها بأنه أغنى الناس وأكثرهم رضى، تغمر القلب بالسكينة وتعطيه الاستقرار.. لا يلهث وراء الأطماع الكثيرة.. يكون قوياً وراضٍيا.

«القناعة» فى الظاهر تفتح باب العزّة والكرامة والإباء والعفّة والترفّع عن صغائر الأمور.. وفى الباطن  شفاء ودواء؛ شفاء من داء الجشع والطمع، شفاء من الهموم والأحزان، شفاء من الكراهية والحسد، شفاء من الإصرار على  نهب الأموال والمناصب  الزائلة والاعتداء على الممتلكات.

الدكتور مصطفى مشرفة واحد من أصحاب الجينات الأصلية ممن امتلكوا القناعة فى كل شىء إلا العلم فقد كان لا يرتوى أبدا من العلم.

الدكتور مشرفة فى الظاهر نابغة مصرية واحد من أهم 11 عالما فى مجال الذرة.. أول عربى يحصل على الدكتوراه فى هذا المجال ولم يتعد الخامسة والعشرين.. وفى الباطن نصف العلم كما وصفه ألبيرت اينشتاين نفسه بعد موته بشكل غامض ولم يتعد عمره الـ52.

ألبريت اينشتاين نعى دكتور مشرفة عند موته قائلا: «اليوم مات نصف العلم وإن كنت لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه لا يزال حيًا من خلال أبحاثه».

الدكتور مصطفى مشرفة دفعته قناعته لرفض لقب الباشا الذى عرضه عليه الملك فاروق.. مفضلا عليه لقب العالم.. حتى لا تأخذه المظاهر بعيدا عن طريق العلم .

الدكتور مشرفة فى الظاهر نشر 25 ورقة أصلية فى المجلات العلمية المتميزة حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة... ونحو 12 كتابًا علميًا حول النسبية والرياضيات؛ وتمت ترجمة كتبه حول نظرية النسبية إلى لغات عدة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية، كما قام بترجمة 10 كتب فى علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية.. وفى الباطن كان حلمه.. تبسيط العلوم امتلاك مصر لكل أسباب العلم الحقيقى.. فقد تنبأ فى ثلاثينيات القرن الماضى أن «مصادر الطاقة الحالية سوف تنفد ولا بد من التوجه إلى مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية».

وكان يرى أيضًا أنه لا بد لمصر من تصنيع «قنبلة ذرية» لأن هذا سيمثل أداة ردع فعالة للقوى الأخرى التى تمتلك أسلحة نووية.

الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية «أينشين» تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك فى مجال الجاذبية. فأضاف هو نظريات جديدة فى تفسير الإشعاع الصادر من الشمس وأثبت أن المادة إشعاع فى أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشىء واحد يتحول إحداهما للآخر، ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.

 الدكتور «مشرفة» أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها فى الحرب بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهى أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات فى الولايات المتحدة وروسيا.

دكتور مشرفة فى الظاهر وصل لدرجة عميد كلية العلوم بالانتخاب أربع مرات متتالية وفى الباطن كان نموذجا حرر عقول الشباب وعجل ظهور مواهبه بتحرير الإرادة المصرية فى مجال العلوم من السيطرة الأجنبية وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة.

الدكتور مشرفة أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: «إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذى يرتضيه ضميرى».

الدكتور مشرفة هدد بالاستقالة من كل مناصبه لينصر تلميذة نجيبة عنده هى الدكتورة سميرة موسى عندما رفض الأستاذة الأجانب تعيينها معيدة فى كلية العلوم.

فاحذر من الطمع والجشع.. فى الظاهر مال ومنصب وجاه... وفى الباطن تعب دائم وتحقير للنفس وإذلالها، وشعور بفقر دائم. 

اعلم أن العبيد ثلاثة.. عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع.. فالعبدُ حرٌّ إن قَنَعْ والحرُّ عبدٌ إن طمع.