الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أول يناير

أول يناير

لا أدرى ما سر الولع باعتبار الأول من يناير هو التاريخ المناسب للتفاؤل أو للقيام بمهام جديدة...أتذكر أغنية المطرب الشعبى الراحل شعبان عبد الرحيم والتلى يقول فيها «هبطل السجاير وأكون إنسان جديد من أول يناير خلاص هشيل حديد»...دلالة اخرى على هذا الشعور هو كم المواليد المقيدين فى هذا اليوم...ربما ولدوا قبل هذا التاريخ بأيام ولكن يقوم الأهل باختيار هذا اليوم للأسباب نفسها.



ولكن على مستوى الواقع وعلوم الأصحاء فإنه لا يوجد تفضيل ليوم معين للميلاد مقارنة بأى يوم آخر أى أن احتمالية الميلاد فى أى يوم تساوى 1/365 كما أن احتمالية الميلاد يوم 29 فبراير والذى يأتى كل أربع سنوات هو1/1461.

إحدى التجارب العملية فى هذا الصدد والتى عقدت فى الولايات المتحدة الأمريكية على عينة مكونة من 480 ألف مولود فى الفترة من 1981 حتى عام 1994 من خلال مراجعة وثائق التأمين الخاصة بهم أظهرت أن أكثر الشهور تسجيلا لحالات ميلاد كان شهر أغسطس يليه شهر يوليو ثم شهر سبتمبر وكان أقل الشهور شهرا فبراير وأبريل...ربما يكون لذلك تفسير مرتبط بما قبل ذلك بتسعة أشهر حيث تكثر إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة.

أما فى مصر فطبقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بعنوان «التقرير التحليلى للنشرة السنوية لإحصائيات المواليد والوفيات عام 2017» فكان أعلى ثلاثة أشهر بالترتيب هى يوليو ثم أغسطس ثم يناير أما بالنسبة لأعلى ثلاثة أشهر من حيث عدد الوفيات فكانت شهور يناير ثم يوليو ثم  شهرا ديسمبر وفبراير فى المرتبة الثالثة بنفس القيمة وهو ما قد يكون مرتبطا بارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بصورة كبيرة فى تلك الشهور.

عودة إلى الأول من يناير والذى يضيف الناس إليه أملا آخر...أن يكون العام القادم 2021 أفضل من سابقه وخاصة فيما يخص جائحة كورونا والرعب والتوتر الناجمين عنها بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية الواضحة.

الكثير يؤجل بدء الخطط إلى هذا اليوم...خطط التوقف عن التدخين وخطط إنقاص الوزن أو قراءة كتاب جديد أو النوم مبكرا...إلخ.

والحقيقة أن التفاؤل هو أمر محمود تماما...الأمل فى غد أفضل للجميع ولكن لا يجب أن نؤمن بأن هذ اليوم سيغير الأمر من تلقاء نفسه ولا يجب أن نؤجل الخطط انتظارا لهذا اليوم فكل يوم جديد هو فرصة للتغيير...ليس كل يوم فقط بل كل لحظة أيضا وكل عام وأنتم بخير.