الإخوانى المزيف المتنكر لإخوانيته

هناك سمات شخصية يمكن ملاحظتها بشكل واضح عند التعامل مع الخلايا الذين يتبنون الاتجاهات الفكرية العامة لجماعة الإخوان المسلمين، ألا وهى: التمجيد والإطراء المبالغ فيه لإردوغان والهجوم اللاعقلانى ضد السياسية المصرية والجيش المصرى، ومشاهدة قناة» الجزيرة «وتوابعها الإعلامية. هذه العناصر غالباً ما تكون متلازمة ومتداخلة فى كل مكونات الخطاب السياسى الذى ينتجه المنتسبون إلى جماعة الإخوان. بمعنى أنه من النادر جداً أن تجد إخوانياً يعظّم من شخصية إردوغان ويتلمس المسوغات غير المنطقية لكل عثراته وفى الوقت نفسه يتبنى مواقف حيادية حيال القيادة المصرية أو العكس. وهذا الأمر يقودنا إلى اعتبار أن كل تلك العناصر متداخلة وغير منفصلة، وبالتالى فإنَّ سقوط عنصر واحد منها سيدحض على الأرجح انتماء الفرد إلى جماعة الإخوان؛ إذ يندر فى هذا السياق أن يجتمع فى قلب من ينتمى إلى جماعة الإخوان تأييد سياسات تركيا ومصر معاً، لأن هذه العناصر غير قابلة للفصل أو الإسقاط فى تشكيل بنية الشخصية أو فى رسم ملامح الاتجاهات العامة لها. ولهذا السبب فهى تسمى متلازمة، أية مجموعة من الاتجاهات الفكرية المرتبطة مع بعضها والمتداخلة فيما بينها، ومن النادر إسقاط عنصر منها وتبنى الآخر عند النظر أو تحليل الشخصية المراد دراستها.

وفى الحقيقة، فإن المشكلة أكثر تعقيداً مما يتصوره الفرد منذ الوهلة الأولى عند رصد مكونات هذه المتلازمة السياسية. فصعوبة التحليل لا تكمن مع المنتسب الأصيل للإخوان الذى يعلن بكل صراحة انتماءه للجماعة، والذى تظهر هذه العلامات فى خطابه وأديباته السياسية وتنعكس على سلوكياته بشكل واضح وجلى، ويتبنى هذا الاتجاه الفكرى بشكلٍ واعٍ ومقصود. ولكن مكمن الخطورة هو مع الأفراد المتأثرين بأطروحاتهم، والذين تظهر فيهم مكونات هذه المتلازمة السياسية من دون وعى أو قصد، والذين ينكرون انتماءهم للجماعة أو تأثرهم بمنهجها الفكرى على المستوى النظرى، إلا أن مخرجات سلوكياتهم الاجتماعية ومنتوج خطابهم من حيث الدلالة والمعنى تشير إلى تأثرهم بمرجعية التحليل السياسى للإخوان، وهيمنة هذه المتلازمة السياسية بكل مكوناتها على طرائق تفكيرهم وسلوكياتهم. ولذلك؛ يجدر أن نطلق على هذه الفئة التى تنكر انتماءها للجماعة نظرياً، ولكنها عملياً، وبشكل غير واعٍ وغير مقصود؛ تهيمن عليهم الأعراض السياسية للمتلازمة مصطلح الإخوانى المزيف.