الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الترجمة.. وخدمة القرآن الكريم

الترجمة.. وخدمة القرآن الكريم

لا شك أن العناية بكتاب الله تعالى هو من أعظم الأعمال التى يمكن أن تقوم بها أى مؤسسة فى عالمنا الإسلامى، ولا يختلف اثنان على ان إيصال معانى كتاب الله للعالمين بلغتهم يعد من أهم الأمور التى ينبغى الاجتهاد فيها، لإيصال ما فى ديننا الكريم من أخلاق وقيم سامية، ولتعليم المسلمين أمور دينيهم رغم اختلاف السنتهم.



وفى إطار دور مصر الريادى فى خدمة كتاب الله) عز وجل (وتفسيره وفهم معانيه ومقاصده، وفِى إطار اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بحركة الترجمة اهتماما بالغا، ولا سيما فيما يتصل منها بخدمة كتاب الله) عز وجل (ونشر الفكر الرشيد المستنير، أعلن د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ترجمة معانى القرآن الكريم إلى اللغة الأوردية التى قام بها الدكتور  أحمد محمد أحمد عبدالرحمن الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر.

ولا تعد تلك الترجمة هى أبرز ما تقوم به الأوقاف فى خدمة كتاب الله، حيث إنها  تقوم سنويا  ومنذ أكثر من 27 عاما بعقد مسابقة عالمية للقرآن الكريم يشارك فيها حفظة كتاب الله من مختلف أنحاء العالم، بل ويتم تكريم الأوائل منهم بمبالغ مالية كبيرة وصلت  إلى 150 ألف جنيه للفائز الأول فى تلك المسابقة.

وتعد مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يقوم فيها رئيسها بتكريم حفظة كتاب الله كل عام فى ليلة القدر، مما يؤكد ان مصر تحمل على عاتقها خدمة كتاب الله وتكريم حفظته وتشجيعهم من مختلف انحاء العالم، فمصر  تعتبر  خدمة القرآن وأهل القرآن، شرف كبير تحرص عليه، كما تولى الأوقاف القرآن وأهله عناية خاصة، وجعلته شرطا للحصول على أى فرصة فى الوزارة سواء فى البعثات أو التريقيات أو التدريب وغير ذلك من الفرص.

إن العناية  بكتاب الله وخدمته من خلال ايصال فهمه  بلغات مختلف أمر بالغ الأهمية لاسيما مع انتشار ترجمات محرفة سابقة لمعانى  القرآن الكريم،  حيث يذكر البعض أن أول = ترجمة لمعانى القرآن الكريم باللغة الإنجليزية فى العصر الحديث كانت «قاديانية محَرَفة»، وعليه يعد مجال الترجمة لمعانى القرآن من الضروريات التى يترتب عليها فهم صحيح للدين، وقيام الأوقاف بطرح ترجمة جديدة لمعانى القرآن يمثل لبنة فى حائط الصد ضد استهداف الإسلام والقرآن الكريم.

وكلمة حق.. إن ترجمة معانى القرآن بحاجة إلى اختيار تفسير واضح الفهم حسن الأسلوب يلائم أساليب عصرنا وثقافتنا، يستبين منه المسلم معانى المفردات والمراد من الآيات ويسترشد به إلى ما فى الآية من هدى ورحمة، ومن دروس وعبرة، وهو ما ينبغى التركيز عليه  فى مجال العناية بكتاب الله.. أما على الجانب الفردى فعلينا أن نستقى فهمنا لكتاب الله من خلال التفاسير المعتمدة والترجمات الصادرة من مؤسسات دينية كبرى وليس من خلال تفاسير تطرح عبر الأرصفة والطرقات حتى نحقق الفهم الصحيح لآيات كتاب الله.