المقال القائمة

لم أجد ترجمة مناسبة لما يطلق عليه باللغة الإنجليزية الـListicle وهى كلمة مركبة من كلمتين... القائمة List  والمقال Article وتشير إلى أسلوب كتابة المقال على هيئة نقاط وليس على هيئة مجموعة من المقاطع Paragraphs كما هو معمول به.

ربما يكون هذا الأسلوب مستقى من أسلوب كتابة المقالات العلمية والذى يعتمد على التقسيم إلى عدة أفكار رئيسية وربما يكون تحت كل فكرة من الأفكار الرئيسية مجموعة أخرى من الأفكار الفرعية ويتم ترقيمها ليتخذ المقال شكلا وهيكلا محددا لضمان تحديد وفصل الأجزاء بعضها عن بعض.... أما فى المقال الأدبى فتقل حدة هذه التقسيمات وربما يكتب المقال بالكامل على هيئة قطعة واحدة كبيرة.

هذا النوع من أسلوب الكتابة انتشر بشدة مع التطور والانتشار لأساليب التدوين الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى والمدونات والمواقع الإخبارية الإلكترونية وغيرها من المواقع أيضا وذلك لملاءمة روح العصر ومزاج القارئ الذى أصبح لا يقدر على قراءة مقال طويل غير مقسم فالملل هو سيد الموقف وسرعة انتشار تلك المواد لم يجعل الكثير منا قادرا على التفرغ لمدة نصف ساعة مثلا لقراءة مقال كبير فى أى مجال إلا من رحم ربى.

الحاجة أصبحت ملحة إلى الاختصار والتقسيم وإضافة عناصر جذب...حتى على مستوى مقاطع الفيديو المصورة والتى كانت هى البديل الآخر للقراءة اضطر مطوروها إلى الاختصار وإضافة عناصر جذب لتصبح مقاطع الفيديو أقل طولا وأكثر تركيزا... الإحصائيات تتحدث عن أن الكثير منا لا يشاهد أكثر من 10 ثوان من أى مقطع فيديو قبل أن يقوم بإغلاقه أو تحريك المؤشر لمعرفة باقى اجزاء المقطع بدون القدرة ولا الصبر والانتظار للمشاهدة المتتالية مما دفع من يقوم بعمل تلك المقاطع لجعلها جذابة وقصيرة لا تزيد على دقيقة ونصف إلى ثلاث دقائق على أقصى تقدير.

أسلوب كتابة المقال على شكل قائمة مشهور ومنتشر والأمثلة كثيرة وعنوان المقال يوضح ذلك على سبيل المثال قد تجد مقالا بعنوان «8 طرق لمكافحة الكورونا» ثم تجد المقال مقسم إلى 8 أقسام بعناوين فرعية جذابة فيكون العنوان الفرعى الأول «ارتداء الكمامة» والثانى «استخدام المطهرات» والثالث «التباعد الاجتماعى»... إلخ.

بعد فترة من قراءة هذا النوع من المقالات ربما يشعر القارئ بشىء من الانزعاج وعدم الراحة عند قراءة مقال مكتوب بالطريقة التقليدية الطويلة.

من يقوم بوضع منشورات على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى يشعر بنفس الأمر فكلما كان المنشور قصيرا وكلماته محدودة وجاذبة كلما حصل على نسب مشاهدة وعلامات إعجاب أكثر من المقال الطويل بغض النظر عن قيمة المحتوى ومدى أهميته وتلك قضية أخرى تحتاج للدراسة المتأنية وصولا إلى صيغة توافقية مقبولة تأخذ مميزات كل نوع دون الإخلال بالهدف والفوائد المرجوة.