الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطلاق أرقام مفزعة فى مصر

الطلاق أرقام مفزعة فى مصر

مشكلة خطيرة تكاد أن تصبح على المدى القريب أزمة حادة عندما تعرف أن آخر الإحصائيات الرسمية وشبه الرسمية تؤكد أن حالات الطلاق فى مصر تتزايد بوتيرة سريعة ومقلقة قد تهدد الأمن والاستقرار المجتمعى إذا لم ينتبه لها بضم الياء. 



الإحصائيات الصادرة عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء تقول إن مصر تضم الآن 4 ملايين مطلقة و15 مليون عانس من البنات والشباب وأن حالة طلاق تقع كل دقيقتين وأن أكثر حالات الطلاق تقع فى القاهرة وأن الشرقية الأقل فى حالات الطلاق. 

والحقيقة أن الدولة حتى الآن لم تنتبه لهذه الأزمة المتفاقمة والتى يجب إيجاد حلول عملية لها لخطورتها. 

الطلاق يقع هذه الأيام لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى وأسباب عائلية بالدرجة الثانية، إضافة إلى عدم التوافق الفكرى بين الزوجين واكتشاف عيوب خطيرة فى أحد الزوجين بعد العشرة والمعاشرة. 

لكن ايضا يقع الطلاق كثيرا بسبب ضعف الوازع الدينى أو فارق العمر الكبير بين الزوجين والعناد أحيانا وانحراف أحد الزوجين أو شذوذه. 

خطورة الطلاق يتحملها الأولاد الذين قد ينشأوا معقدين أو مصابين بالاكتئاب والتطرف الفكرى الدينى والسياسى ويصبح تدريجيا كارها للمجتمع ولأهله وللحياة بالكامل، وقد يؤدى الطلاق إلى تحول الزوجة إلى متسولة أو إمرأة آيلة للسقوط أو ساقطة فعلا، ومن تنجو من هذا قد تنعزل وتكتئب وتكره المجتمع كله.

إحصائيات مركز المعلومات بمجلس الوزراء تقول إن 240 حالة طلاق تقع يوميا، بمعدل عشر حالات كل ساعة هذا فضلا عن طوابير الراغبات فى الطلاق أو اللائى لهن مشاكل زوجية أمام محاكم الأسرة. 

المجتمع المصرى ينفرد بحالة ربما قد لا تجدها فى مجتمعات أخرى وهى أن 35% من الأسر المصرية تعيلها النساء نتيجة الطلاق العشوائى خاصة فى الطبقات الشعبية على تخوم القاهرة وأطرافها!

الحلول مفتقدة على مستوى الدولة للحد من هذه الظاهرة لأنه عندما تصل حالات الطلاق إلى 2500 حالة فى اليوم الواحد نكون قد دخلنا دائرة الخطر؛ لأن حالات الطلاق المعانة كان نتيجتها 7 ملايين طفل قد يتشردوا أو تشردوا فعلا.

وهنا نتساءل أين دور الأزهر وخطباء الجمعة وأين الحلول التى تقدمها جمعيات المرأة والأسرة للحالات التى تفكر فى الطلاق. 

الاعتذار بين الزوجين قد ينهى حالة الطلاق وعدم تدخل الأهل فى مشاكل الزوجين أيضا قد يقلل من حدة الطلاق المرتفعة، ولذا لابد من تدخل كبار الأسرة فى الحالات المتأزمة واستشارة كبار رجل الفكر والدين وأهل العلم ولكن يبقى أن الدولة عليها الدور الأكبر لوقف مهزلة الطلاق فى مصر. 

السادة أهل العقد والحل لا تستهينوا بمشكلة الطلاق فى مصر، ولا تهملوها فالأسرة المتماسكة هى اللبنة الأساسية لمجتمع متماسك والأسر المفككة قنابل موقوتة فى المجتمع مهما كانت مقاومته، وأهم سبل استقرار الأسر وتفككها الأوضاع الإقتصادية وعدم قدرة الأب على تلبية طلبات أسرته.