
احمد رفعت
المجرمون القتلة!
قبل أن ينتهى يوم الجمعة بثت وكالات الأنباء والمحطات الإخبارية والمواقع الصحفية تفاصيل الانفجار الذى وقع بوسط أفغانستان واستهدف مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وأن عدد الضحايا يتجاوز الخمسة وثلاثين!! والتفاصيل تقول: إن قنبلة وضعت بالقرب من المكان لتفجيره!
توالت الإدانات من كل مكان للجريمة التى استهدفت أطفالا ورجالا كل ما فعلوه هو التجمع لحفظ كتاب الله تحفهم الملائكة من كل مكان.. والسؤال: من أى دين أتى هؤلاء المجرمون بما يؤمنون به من أفكار؟! وأين هى أسانيدهم من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؟! من أى تعاليم أو تفاسير أتوا بها حتى من أكثر المفسرين أو الفقهاء أو العلماء تشددا وتطرفا؟! من من أى مصدر دينى فى أى مكان بالعالم الذى يجيز قتل حفظة القرآن الكريم لأى سبب كان؟! نحن فى غنى لتذكير الناس بشروط القتال والحرب فى الإسلام وأنها لرد العدوان ودفع الأذى لا أكثر وحتى فى ذلك وضع الإسلام شروطه الشهيرة المعروفة وهى عدم قتال الشيوخ والأطفال والنساء والمرضى والعجزة ورجال الدين وكل من اعتزل المعارك ولا يقطع شجر ولا يهدم حجرا ولا يخرق ولا يقتلع زرعا وهذه كلها قوانين للحرب أثناء الحرب مع أعداء الدولة والمجتمع الإسلامى فما بالنا بالتعامل مع المسلمين؟ فما بالنا بالتعامل مع المسالمين غير المسلحين منهم؟! فما بالنا بمن اجتمعوا لتلاوة كتاب الله وحفظه؟!
وبالطبع ومع خالص الحزن للحادث إلا أن هذه الأفكار المجرمة نفسها هى التى نواجهها فى بلادنا لا فرق إلا أننا قدمنا تضحيات كبيرة وبذلنا جهدًا أمنيا هائلا منع هذه الجرائم لكن بالفعل نحتاج إلى مجهودات أكبر جدًا لمواجهة أفكار خارجة عن كل دين وكل منطق وكل عرف وكل عقل وكل قيم!