اختراق وكالة الأسلحة النووية الأمريكية
ربما لم يذهب بعيدًا خبراء إدارة المخاطر عندما نظروا الهجمات السيبرانية وصنفوها كثالث أكثر خطر يهدد البشرية فى 2021 بعد الأوبئة وتغير المناخ وقبل العديد من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية الأخرى المستقرة والمتفق عليها بين العامة.
وللعجب فإن توقعاتهم صدقت ربما قبل أن ينتهى عام 2020 حيث خرج علينا مسئولون فى الإدارة الأمريكية بخبر عن تعرض وزارة الطاقة الأمريكية وإدارة الأمن النووى الأمريكية بخبر عن تعرض وكالة الأسلحة النووية إلى هجوم سيبرانى كبير شمل ست وكالات فيدرالية، حيث أشاروا إلى أن لديهم أدلة على تمكن المتسللين من الوصول إلى شبكاتهم كجزء من هذا الهجوم الكبير وذلك من خلال اختراق برمجيات تابعة لشركة SolarWinds التى تبيع العديد من البرامج الخاصة بإدارة الأنظمة الفنية للعديد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة ومنها شركة مايكروسوفت الشهيرة ربما يصل عددها إلى أكثر من 18 ألف مؤسسة, ولكن ما تأثر نتيجة الهجوم لا يزيد على 40 مؤسسة حتى الآن.
الهجوم أدى إلى انخفاض أسهم الشركة بمقدار 17% منذ الساعات الأولى لإعلان الهجوم وسببه.
بالطبع الهجوم يسمح للمخترقين بالاطلاع على بيانات حساسة والحصول على نسخ منها و بغض النظر عن تصريحات المسئولين الأمريكيين بأن الهجوم الحادث ذو أصابع روسية وهو الأمر الذى نفته عدة جهات روسية وصرحت بعدم وجود دليل عليه الآن إن هذا الهجوم ووصوله إلى مناطق فى غاية الحساسية مثل وكالة الأسلحة النووية فإن هذا الأمر يخرج الهجمات السيبرانية من التأثيرات ضيقة النطاق إلى تأثيرات ربما تهدد بفناء الكوكب ومن عليه بالكامل.
ولا يجب أن يمر الأمر ببساطة أو بترقب وانتظار لتأثيراته بل يجب على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم كله بأن تبدأ فى مراجعة سياسات أمن المعلومات والتجهيزات الفنية الموجودة حاليًا وتقوم برفع درجات الاستعداد وتقليل السماحيات المتاحة للعملاء والعاملين بها تحسبًا للمزيد من الهجمات المتوقعة.
كما لا يجب أن نشعر بالاطمئنان لوجود أجهزة تأمين معقدة, فالإحصائيات تتحدث عن أن 98% من الهجمات تنجح نتيجة وجود خلل فى الهندسة الاجتماعية Social Engineering وهى الأمورالمرتبطة بالبشر الذين يقومون بضبط وإدارة وتشغيل ومتابعة ومراقبة وتعديل إعدادات المنظومات التأمينية فى كل مكان.
تغريدة: انتقال الحروب من ساحات القتال التقليدية إلى شبكات المعلومات أصبح أسرع مما يتوقعه أى خبير أمن سيبرانى.
