الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أزمة الخلافة وحالة الفصام النفسى لأردوغان

أزمة الخلافة وحالة الفصام النفسى لأردوغان

يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعانى من انفصام نفسى خطير وهلاوس سمعية تطن فى أذنيه بأنه خليفة المسلمين فى الأرض وعليه أن يعيد هذه الخلافة مرة أخرى و هو بهذه الحال يكون رجلا يستحق العلاج والرعاية لأنه ببساطة فى هذه الحال يكون خارج التاريخ والمنطق لأن الخلافة الإسلامية بمعناها الحقيقى والحرفى قد انتهت بوفاة آخر الخلفاء الراشدين على بن أبى طالب أما ما يسمى بالخلافة والتى يقصدها أردوغان على طريقة العثمانيين هى حركة عسكرية تتسم بالبلطجة والإجرام والاعتداء على الشعوب بغير وجه حق، وهو أمر من المستحيل أن يتكرر مرة أخرى بعد سقوط ما يسمى بالخلافة العثمانية قبل نحو 90 عامًا على يد مصطفى كمال أتاتورك  فى 3 مارس عام 1924  إذا لم تعد فكرة الخلافة موجودة بالشكل الذى كانت عليه أيام الخلفاء الراشدين الأربعة أما ما يسمى بالخلافة الأموية والخلافة العباسية التى سقطت بسقوط الخليفة العباسى على يد المغول والذين لفوه بسجادة وداسوا عليه بسنابك الخيل حتى خرجت روحه من جسده  فقد انتهت لتحل محلها الخلافة التى أطلق عليها الخلافة العثمانية بغير وجه حق أو سند حقيقى بل إن هذه الخلافة قد أساءت للإسلام أكثر مما أفادته بالظلم والقهر وقتل الأطفال وإبادة قرى ومساكن مئات آلاف من البشر فى كل بقاع الأرض، وكتب التاريخ تذخر بما يشيب له الولدان من مآس وقهر وظلم للعباد مما ينفى عنها فكرة الإسلامية.  فالخلافة العباسية استمرت نحو خمسة قرون قبل أن تنتهى نهاية مروعة على ايدى المغول عام 1258 وفى مطلع القرن السادس عشر انتقل لقب الخلافة دون سابق انذار إلى العثمانيين الذى ولى سلطانهم نفسه خليفة للمسلمين دون أى سند إلا الإحساس بالقوة المفرطة واستخدام المدافع! ورغم انتهاء هذه الخلافة المزعومة بنفى آخر خليفة على يد أتاتورك إلى كوت دازور بفرنسا، ورغم المصائب التى ارتكبت تحت اسم الخلافة الإسلامية من سلاطين وحكام ارتكبوا أبشع الجرائم الا أن هناك من لا يزال ينادى بها.  فالخلافة الأموية هى التى دنست حرمة المدينة فى عهد يزيد بن معاوية وأهدرت حرمة مكة فى عهد عبدالملك بن مروان وأباحت لجنودها دماء المسلين وأموالهم وأعراضهم فقتلوا الرجال وهتكوا أعراض النساء وفضوا بكارات العذارى وضربوا الكعبة بالمنجنيق مرتين وهدمها فى كل مرة وسمحت لجنودها بدخول المسجد النبوى وامتلأ المسجد النبوى بروث وقاذورات الخيول! ولذا فإن الرئيس التركى مصاب بما يمكن أن نسميه الفصام النفسى وهو نوع من الفصام ينتخب فيه المصاب به من ماضيه بعض الأحداث ويتجاهل الباقى وهذه مأساة الضفدع المنفوخ الذى عندما تنتفخ أوداجه ينسى أنه ضفدع.  وعندما يصاب انسان بهذه الحالة من الفصام فإنه يكون فى هذه الحالة بحاجة للعلاج وليس حكم دولة باسم الخلافة، علاج بصورة تخوله فى النهاية أن يقبل أحداث ماضيه وحاضره برضا، وأن يتكيف مع الواقع تكيفا سلميا ، وأن يكف عن حالة الهذيان ليستبدل به العمل وأن يدرك القيم المادية والمعنوية ادراكا سليما يضعها فى المكان الملائم الذى لا تزوغ فيه ولا تزوغ منه ضمن خيالات من الهذيان اللفظى المستمر كالذى يتفوه به السلطان المختل أردوغان.  فالرئيس التركى يعانى من انفصام حاد تجاه التاريخ الإسلامى وتاريخ الخلافة الإسلامية، وقد دعا وهم الخلافة الذى لن يتحقق وقد زاد من وهم هذه الخلافة وغالى فيها خلط واقع بين فكرة الحكومة وبين نظام الخلافة الأسلامية وخلط آخر بين الحكومة الدينية والحكومة المدنية وخلط ثالث بين الإسلام وتاريخ الإسلام.  وأردوغان من ذلك النوع الذى يعانى من الخلط والاضطراب فى تقييم الخلافة الإسلامية فهو يعتقد أن الخلافة نظام دينى لابد منه ولكنه بالتأكيد لا يعلم الفرق الهائل بين النظم السياسية والحكومات المدنية وبين الحكومات والنظم الدينية.  فالخلافة الإسلامية فى الأصل نظام مدنى ذلك أنه لا القرآن الكريم ولا السنة النبوية قد أمرا بها ولا نظماها وكل ما يمكن ذكره فى هذا الصدد قول الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» وهى وصية تطالب المسلمين بوحدة الجماعة بالتضامن وليس إقامة دولة دينية يقودها الخليفة العثمانى أو الرئيس التركى، فالفكرة عموما غالبا تكون غير تفسيرها وغير تطبيقها ولا يستطيع أحد أن يحتكرها دون غيره.