الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التشاؤم فى وداع 2020

التشاؤم فى وداع 2020

مع مرور عام وقدوم عام يحمل الإنسان بطبيعته نوعا من التفاؤل بالعام الجديد لا سيما إن كان العام المنصرم كان مليئا بالصعوبات والتحديات التى تنفر منها النفوس، ولا شك أن كثيرا من الناس يرى فى عام 2020 عاما مليئا بالأحداث السيئة التى تدعو للفرح بذهابه والتشاؤم فى وداع أيامه الأخيرة. 



والحقيقة أن الإسلام لا يعرف التشاؤم من الأعوام أو الفرح بزوال عام، كما لا يعرف أسلوب لعن الآيام الذى نراه على ألسنة كثير من الناس عند الحديث عن نهاية عام 2020، الذى حمل معه أكبر وباء فى العصر الحديث «كورونا» وانهيار اقتصاد العديد من المجتمعات وحتى الأفراد، وتعطل كثير من مناشط الحياة.

قد يكون فى بعض أيامنا أحداث محزنة ومؤلمة تجعل من تلك الأيام ألم فى نفوسنا عند تذكرها، لاسيما وإن كانت آثارها ممتدة لوقت طويل كما هو الحال من أحداث كورونا التى ظهرت فى عام 2020 وما زلنا نعانى من آثار هذا الوباء.

وكثيرا ما نسمع لفظ «شؤم» أو نحس على عام 2020 على ألسنة البعض بما يمثل نظرة سوداوية لهذا العام وكأنه المسئول عما وقع من أزمة أو وباء، بل أن البعض يقول بلعن الزمن الذى جاء فيه عام 2020 ويتناسون أن هذا السب أو اللعن للزمن والدهر منهى عنه فلقد جاء فى الحديث الصحيح الذى رواه مسلم: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» فالله هو خالق الوتق والدهر، وهو مالك الليل والنهار.

وعلى الإنسان أن يضع أمام عينه وهو يودع عاما بكل ما فيه من أحداث، ويستقبل عاما جديدا أن يضع نصب عينيه أن كل ابتلاء سواء بالخير أو الشر إنما هو مقدر من الله تعالى، وما كان ليحدث لولا أن قدره الله، وقضاه.

وينبغى ألا يكون المسلم منا على شفا حين يبتلى، فيرضى بالخير، ويجزع للضر، مع ان الله تعالى اخبرنا بأن الابتلاء قد يكون فى خير أعطاه للعبد، بينما يكون الفضل فى بلاء أو مرض، ولذلك نجد فى سورة الفجر قوله تعالى: «أَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ )، ويقول عز وجل : « وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

إن الإنسان عليه ان ياخذ بالأسباب فى حياته فيخطط لما يجب أن يفعله فى عامه الجديد، ولا يظل واقفا كثيرا أمام ما حدث فى عام مضى، وعليه أن يضع أمله دائما فى الله، فلا يتشاءم من وقت أو يوم، ولا يجعل من أحداث وقعت سببا فى تشاؤمه، لأن الله يحب الفأل الحس.

وكلمة حق.. إننا فى وداع 2020 علينا أن نشكر المولى على أن منحنا العافية والنجاة من الوباء، وأن ندعو لمن أصيب، وان نعتبر بما مر فى العام المنصرم، ونخطط لما يجب أن نكون عليه فى عام 2021، فنأخذ بالأسباب ونقف عند مآلات الأمور.. فلا يصيبنا اليأس عند انتشار مرض أو وقوع نازلة بنا، فالله فى كل تدابيره رحيم بعباده، وليكن لسان حالنا فى كل الأحوال «شاء الله وما قدر فعل».. ونسال الله أن يجعل العام الجديد خيرا على الجميع، وأن تتحقق فيه ما نتمناه لأنفسنا ولمجتمعنا ووطنا.