الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنا والجماعة التى انتهت صلاحيتها وسقطت أهدافها

البنا والجماعة التى انتهت صلاحيتها وسقطت أهدافها

من أخطر الأفكار التى وضعها حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»، والتى لايزال أتباعه يحافظون عليها حتى اليوم رغم الضربات الموجعة التى تقوم بها الدولة لهذه الجماعة المحظورة، فكرة اعتبار الوصول للسلطة ركنًا من أركان الإسلام! وفى التفسير والشرح من خلال خطبه السقيمة بعد تأسيس الجماعة يقول إن الوصول للسلطة يعادل فى أهميته الصلاة والزكاة وأن الحكومة نفسها ركن  من أركان الإسلام! كان الرجل يخاطب عقولًا بسيطة ومن متوسطى الفهم والإدراك المنبهرين ببلاغته وفصاحة لسانه كمدرس ابتدائى فى إحدى مدارس الإسماعيلية فى عشرينيات القرن الماضى، وهو بهذه الأفكار غير المنطقية يبدو وكأنه حالة من حالات المرض العقلى الذى يستوجب العلاج فى أقرب المصحات النفسية بعد أن بلغ الشطط به إضافة ركن جديد لأركان الإسلام.   لم يكن ذلك فقط هو الخلل فى منهج حسن البنا بل أنه فى منهجه الذى وضعه للجماعة التى نفذت منهجه على مدار الأعوام الثمانين المنصرمة ووصلت خلالها إلى درجة غير مسبوقة من العنف، بل أنه كان يرى أن من حق الإخوان شن حرب لا هوادة فيها على كل زعيم أو أمير أو ملك لايعمل وفق القواعد التى سنتها جماعته بشكل الدولة الإسلامية التى يحلم بها فى كوابيسه! كان البنا يريد أن يصل بجماعته إلى حكم مصر وقد حدد أهدافه عندما أسس التنظيم الخاص عام 1937 بتأسيس ميليشيات خاصة بديلة للجيش والشرطة حسب ما ذكرت سوزان حرفى فى كتابها «النظام الخاص ودولة الإخوان المسلمين الصادر عام 2013». وهذا يفسر اتباع الجماعة آنذاك فكرة الاغتيالات فى سبيل تحقيق أهدافها ولعل أبرز هذه الاغتيالات اغتيال القاضى أحمد الخازندار وهو فى طريقه لعمله لنظر قضية تفجيرات سينما مترو، ثم اغتالوا رئيس الوزراء محمود النقراشى بعد أن أصدر قرارًا بحل جماعة الإخوان وكان البنا بأفكاره هذه يمهد للوصول إلى فكر متطرف كفكر سيد قطب! وباختصار شديد فإن فكر سيد قطب قائم أساسًا على تكفير الحاكم وافتراض جاهلية المجتمع حال عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية وضرورة قتال الجماعات التى لا تطبقها كالجيش والشرطة ، لكنه لم يفسر لنا ماهى الشريعة الإسلامية من وجهة نظره وما الذى لانطبقه فى حياتنا منها!! الثابت تاريخيًا أن أفكار البنا والجماعة من بعده كانت واهية جدًا منذ أن تأسست عام 1928 ولم تحقق أهدافها فى إحياء الخلافة الإسلامية التى زعمت تركيا العثمانية أنها الأحق بها ولا تزال رغم إطاحة مصطفى كمال أتاتورك بالخليفة الأخير نفسه ونفيه إلى فرنسا.  كانت فكرة الإخوان الإسلامية تكاد أن تخبو وتنتهى إلى أن أخرج السادات قياداتهم من السجون التى اعتقلهم فيها الرئيس جمال عبدالناصر فى الستينيات وأطلقهم فى الحياة السياسية من جديد فأعادوا بناء تنظيمهم وكان أهم اغتيالاتهم هذه المرة اغتيال السادات نفسه.  بعد أن استطاعوا التغلغل فى الحياة السياسية من جديد واستطاعت فى وقت وجيز السيطرة على الجامعات المصرية كلها ثم انطلقوا خارج مصر واستطاعوا مد جسور قوية مع التنظيمات المشابهة فى بلدان أخرى واستطاع مرشدهم مصطفى مشهور الذى خرج من سجون عبد الناصر إلى حرية السادات أن يعيد الزخم للجماعة فى الفترة من 1996 إلى 2002 . ففى عام 1973 كما يقول الكاتب جلال حمام فى كتابه الممتع «الغنوشى والإخوان صفقة الشيطان» توجه أحد قادة الجماعة الإسلامية، وبايع المرشد العام للإخوان آنذاك حسن الهضيبى وهى الفرع التونسى لجماعة الإخوان المسلمين الرئيسية بمصر وأنه كما يقول حمام ومع التأسيس  رسميًا عام 1982 على يد المرشد الخامس  للجماعة فى مصر، مصطفى مشهور انخرطت حركة (الاتجاه الإسلامى) الاسم السابق للنهضة عضوًا ناشطًا فى التنظيم يمثلها أميرها راشد الغنوشى الذى اضطلع بدور محورى فى أوروبا والمغرب العربى لصالح التنظيم الدولى للإخوان المسلمين والذى بدأ مبكرًا، ومنذ بداية نشأة الحركة الإسلامية فى تونس.  واتهم الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوى مؤسس الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى، اتهم فيها الغنوشى باختراق الحركة الإسلامية فى المغرب بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين نهاية السبعينيات من القرن الماضى والتجسس لصالح التنظم العالمى للجماعة (انتهى كلام جلال حمام)  ورغم ما قد يبدو ظاهريًا أن أفكار حسن البنا قد تحقق جزء منها إلا أن العالم بدأ ينتبه بجدية إلى خطورة أفكار هذه الجماعة وأفكار مؤسسها التخريبية والدموية داخل مصر وخارجها.