
احمد رفعت
المقاتل الذى رحل.. وحيد حامد
على صفحات «روزاليوسف» حمل وحيد حامد قلمه على كتفيه ليطلق قذائفه الثقيلة على أعداء شعبنا..التطرف والفساد واعتبرهما وجهين لعملة واحدة ..يعيشان معا ويقدم كل منهما خدماته الجليلة للآخر فى عملية تغذية مرتدة يدفع ثمنها وطننا الغالى!
لم يكن حامد فى حاجة لذلك وأعماله بين الإذاعة والتليفزيون والسينما وكتب بالمكتبات..لكنه حب وطنه الذى شعر معه أن الأمر خطير والدراما لا تكفى فكان المقال السياسى الوسيلة الأمثل للمواجهة ..تلك التى فتحت عليه نيرانا معادية وصديقة على السواء!
كثيرون آثروا الصمت.. وغيرهم توافق مع الموجة.. غازل الإرهاب أو تكيف مع الفساد وتكيفت مصالحه.. حتى إن أسماء عديدة المفترض أنها كبيرة قبلت أن تكتب لفلان أو تعمل عند علان..وخصوصا لدى وكلاء الأموال الوفيرة القادمة من الخارج بلا أول ولا آخر.. لكن كان لوحيد حامد رأى آخر..شعاره فيها مصر أولًا..ولا تهاون فى ذلك ولا تراجع ولا استسلام..وربما كان ذلك سببا فى أزمات صحية كان فى غنى عنها..وضعته فى ضغوط عصبية كبيرة استهلكته كثيرا وأخذت من وقته وبالتالى من إبداعه!
هناك.. عند أجمل طلة على نيل مصر العظيم بزاوية فى أحد الفنادق الكبرى حيث اختار كاتبنا الكبير أن يكتب لسنوات طويلة وأن يقدم للدراما العربية أروع ما أنتجته رأيناه بطبعه الشرقاوى الخلاب وطريقته الودودة فى التعامل مع الآخرين لنتأكد أن الإبداع وليد خصال طيبة مع موهبة فذة يصنعان معًا العلامات المضيئة فى تاريخ الفنون والآداب. رحم الله وحيد حامد.