الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«علاء الأسوانى» فى السجن

«علاء الأسوانى» فى السجن

أن تتلقى دعوة لجولة تفقدية فى سجن من السجون المصرية، وسط أجواء وباء فيروس كورونا، لابد وأن تصيبك وللوهلة الأولى دهشة من طبيعة الدعوة وتوقيتها، وأن تطرح عليك تساؤلًا عن جرأة القائمين على الدعوة بتوجيه الاستضافة، ليس فقط وسط وباء كورونا، وإنما أيضا وسط تلك الحملة العاتية ضد السجون المصرية، والادعاء بتفشى وباء كورونا بين نزلائها، وإهمال الدولة المصرية فى توفير الرعاية الصحية المطلوبة، ومخاطر الموت التى تتهدد المساجين والعاملين فى تلك السجون، وأن تلتقى بنزيلة دخلت السجن «أمية» فتعلمت القراءة والكتابة ثم تدرجت بمراحل التعليم المختلفة حتى حصلت على ليسانس الحقوق، فلابد وأن تضحك من أكاذيب جماعات الشر والإرهاب ودعاة الفوضى عن الحال فى سجون مصر.



خلال جولة قبل أيام فى سجن النساء بالقناطر، كانت التساؤلات المُلحة فى مقدمة أسئلة الزائرين، عن الرعاية الصحية فى السجون المصرية بشكل عام، والإجراءات الاحترازية التى يتم اتباعها، لحماية المتواجدين داخل هذه الأسوار، وطبيعة الخدمات المتوافرة، والتى كانت محل شكوى قبل خمس سنوات.

الحقيقة الأرقام أهم بكثير من التحليلات، أو من توصيف وشرح الصورة، والأرقام تقول، أنه تم إطلاق سراح 36 ألف سجين خلال العام 2020 سواء بالعفو الرئاسى أو قرارات الإفراج الشرطى، وهى استجابة لكثير من المطالب لتخفيف العبء والتكدس بالسجون المصرية فى 74 سجنًا هي إجمالى عدد السجون المصرية.

وترسل هذه الأرقام رسالة واضحة، تكشف أكاذيب جماعات الشر ودعاة الفوضى، عن تجاهل الدولة المصرية للسجون، وعدم الاستجابة للمطالبات بالإفراج عن مساجين لتوفير مساحات كافية تتيح تحقيق الرعاية الطبية وزيادة ضمانات الحالة الصحية للمساجين، علمًا بأن تلك الجماعات لا تُطالب بالإفراج عن المساجين بشكل عام، قدر ما تمارس دعايتها وتصعيد ضغوطها فى خصوص المساجين من أعضائها وأنصارها، وكأن الوباء خطر عليهم دون غيرهم.

وتسجل الأرقام الرسمية فى مجال الرعاية الصحية دلالات واضحة، حيث تم تنفيذ 60 قافلة طبية لمختلف السجون، واجراء 579 عملية جراحية، و56 حالة منظار، وتوفير وتركيب أطراف صناعية لـ 42 حالة، وذلك خلال العام الماضى فقط بمختلف السجون .

الحقيقة أن الخدمات لا تقتصر على الرعاية الصحية التى تشهد تعقيمًا دوريًا لكل ركن من أركان سجن النساء بالقناطر الخيرية، وإنما تمتد لملفات كثيرة تشير إلى الاهتمام الذى تُبديه الدولة، بوجود أقسام للتطريز والحرف اليدوية، وأنشطة اقتصادية وتجارية مختلفة تساعد فى تنمية مهارات المسجونات وتوفير مصدر دخل لهن، ويتم تنظيم دورات لمحو أمية السجينات، وتوفير أقسام مخصصة لرعاية أبناء السجينات المتواجدين مع أمهاتهم (حتى سن عامين) أو فى توفير أماكن ملائمة لاستقبال الأبناء الزائرين لأمهاتهم.

الشاهد أنه تم محو أمية 6490 سجينًا وسجينة من مختلف السجون، وحصل 162 مسجونًا على درجات مختلفة فى الدراسات العليا، وهناك 6680 نزيلًا فى مختلف مراحل التعليم، كما تم إعفاء 4060 من أبناء النزلاء من المصروفات الدراسية، وإعفاء  ١٨٣٨ مسجونًا كذلك وذلك ضمن برنامج الرعاية الاجتماعية لنزلاء السجون، وامتدت الخدمات لتشمل الرعاية الثقافية، بتوافر 107917 كتابًا فى تنويعة شاملة لمختلف الاهتمامات والاحتياجات الثقافية والفكرية فى مكتبات السجون المصرية.

وخلال الجولة فى سجن النساء كانت المفاجأة الأبعد عن التصور أو الخيال، أن تلتقى علاء الأسوانى داخل أسوار السجن، من خلال كتابه لماذا لا يثور المصريون؟ يقبع على رف من أرفف المكتبة وسط مئات الكتب، المسجلة فى قوائم وفهرست المكتبة برقم رسمى، ولا يوجد ما يمنع الكتاب أو يحظره بفرض الرقابة عليه، كما العديد من العناوين المنتشرة فى أرجاء المكتبة من مختلف التنويعات والاهتمامات.

أوضاع السجون المصرية فى حقيقتها وعلى أرض الواقع، مغايرة تماما لما يتردد فى حملات الترويج خارج البلاد للتحريض على الدولة، والتى تقودها جماعات الشر والفوضى لإطلاق سراح أنصارهم بمزاعم مختلفة كاذبة، وقديما قالوا «ليس من شهد كمن سمع»، وأعتقد أننا فى حاجة لدعوات متكررة لأطراف عدة لمشاهدة الحقيقة على الأرض بعيدا عن البيانات والتقارير الوهمية.