الاستقطاب السياسى ووسائل التواصل الاجتماعى 3-4
مازلنا نذكر مقطع فيديو لذبح صحفى أمريكى على يد ما أطلق عليه تنظيم الدولة الاسلامية وكم ردود الأفعال حيال ما حدث وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة ونذكر أيضا البيانات التى نشرها تنظيم القاعدة خلال 2011 وما بعدها... انتشار تلفته وسائل الإعلام وساعد فى نشر خطاب الكراهية و تغيير وعى المواطن الغربى و شحنه ضد كل ما يتعلق بالدين الإسلامى وهو ما ظهر أثره فى بعض الممارسات العنصرية ضد المسلمين فى الغرب ربما يكون أكثرها وضوحا تلك المذبحة التى حدثت فى مسجدين بنيوزيلاندا قبل صلاة الجمعة فى مارس 2019 والتى أسفرت عن مقتل 51 فردًا وجرح العشرات.
فى المشهد أياد خفية كثيرة فلا يمكن أن تكون كل تلك الأحداث والممارسات محض صدفة لمن عاصر ما قبل السبعينيات من القرن الماضى قلما يذكر أى حادثة مشابهة ربما حوادث فردية بنسبة محدودة.
انتشار تلك الأفكار والممارسات بدأ مبكرا بعد 1954 عندما انطلقت جماعة الإخوان الإرهابية بعد الصدام مع النظام المصرى إلى العديد من الدول العربية بالأساس وإلى القليل من البلدان الأوروبية وعلى رأسها ميونخ بألمانيا حيث تم إنشاء المركز الإسلامى ثم بدأت تلك المراكز فى الانتشار فى العديد من الدول ومنها انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية أيضا من خلال إنشاء تلك المراكز ولجان الإغاثة وتم جمع التبرعات تحت مسميات متعددة لنصرة المسلمين المستضعفين ولتقوية الدعوة وخلافه.
مسميات براقة وأنشطة متعددة ومحاولة لتقديم أنفسهم كمثال للإسلام المعتدل ومحاولات لعرض أنفسهم للحصول على الدعم كبديل للأنظمة العربية الوطنية بداية من التحالف مع الإنجليز كبديل للنظام المصرى الوليد فى يوليو 1952 وصولا إلى السقوط الزريع والانتهاء مع ثورة 30 يونيو 2013.
لم يجد التنظيم ومن يحركه مجالا خصبا مثل شبكات التواصل الاجتماعى لكى يتم اللعب على عدة محاور أولها التشكيك المستمر فى نوايا وإنجازات الأنظمة الحالية وبث روح اليأس والاعتراض على كل ما يحدث وأيضا تشويه صورة العالم الإسلامى لدى الغرب وفى الغرب ليتم اللجوء اليهم كمخلصين يتم الاعتماد عليهم لإنهاء هذا الصراع ولتقليل حدة الاحتقان الحادث وهى لعبة خطيرة تكشفت للعالم كله بعد الثورة المصرية.
يكفى أن نلاحظ توقف العمليات الإرهابية خلال عام حكم الإخوان فى مصر وتزايدها بصورة كبيرة بعد سقوطهم فى 2013 وهو ربط منطقى وحقيقى لا بد من الانتباه له ووضعه فى السياق السليم. غدا نكمل
