الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مسومة ويوم يفر

مسومة ويوم يفر

يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم «مُسَوّمةً عند ربّك للمُسرفين»(الذاريات34) ويقول أيضا «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (عبس34 إلى 37) .



الآية الاولى مرتبطة بقوم سيدنا لوط، أما الآية الثانية فهى مرتبطة بمشهد من مشاهد يوم القيامة حينما يفر المرء من أقرب الناس إليه- أمه وأبيه وصاحبته وبنيه- ويقال إن الفرار يحدث لإنشغال كل شخص بنفسه وما ينتظره من حساب أو أن الفرار مخافة أن يطالبه احدهم بأى شيء أو أن الفرار مخافة أن يروه على هذه الحالة من التوتر والترقب والجزع مما هو مقبل عليه أو أن الفرار لما يتبينه من انعدام الفائدة منهم فيما هو فيه.

مشاهد كنت أتصور أن الأول فى زمن مضى يؤخذ للعبرة والثانى من مشهد آت يؤخذ للعظة والالتزام، ولكن ما خبرناه العام الماض،ى جعل هذين المشهدين يحدثان معا وأقصد هنا جائحة كورونا.

وبغض النظر عن دلالة المشهدين فى القرآن الكريم، إلا أن الاصابات بفيروس كورونا تتشابه إلى حد كبير مع مشهد الحجارة المسومة والتى تشير بعض التفسيرات إلى أن معنى كلمة مسمومة أى أن على كل حجر اسم من سيصيبه.

فى هذا الوباء لا نعرف من أصيب لم أصب، ومن لم يصب كيف نجا كما لا نعرف مدى شدة الاعراض التى ستظهر على كل مريض.. هل هى أعراض خفيفة مثل أعراض الأنفلونزا أم ستتطور إلى أعراض حادة وربما قاتلة أم ستمر بدون أعراض على الإطلاق.

بالطبع لا يصح أن نعتبر الإصابة عقابًا أو السلامة رضا من إله، فالحكمة والاسباب لا يعلمها إلا الله... رأينا أيضا من يتبع الاجراءات الاحترازية وربما بصورة هستيرية أو مرضية ومع ذلك يصاب والعكس صحيح.

أما مشهد الفرار فنراه يوميًا...كيف يصاب أب أو أم أو أخ أو أخت، فنجد الاهل لا يقدرون على زيارته أو الاقتراب منه وفى حالة الوفاة لا يستطيعون الاقتراب منه أو تقبل جبينه وربما تتم اجراءات الدفن بحرص وحذر شديدين وبحضور عدد قليل جدا من المشيعين.

رأينا كيف امتنع الأهل عن الزيارات وتعاظم دور تكنولوجيا المعلومات فى الاتصالات التليفونية أو المؤتمرات المرئية أو الانغماس فى التواصل من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة. ندعو الله فى بداية هذه السنة أن يكشف الغمة ويرفع الوباء والبلاء اللهم امين.