الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هدايا وعروض مجانية

هدايا وعروض مجانية

يعتبر اللعب على غرائز الاقتناص والفوز من أشهر وأسهل طرق التسويق والتى نراها كل يوم عند زيارتنا للمتاجر الكبرى أو مطالعة الصحف والمواقع الالكترونية...عرض لشراء ثلاث قطع بسعر قطعتين أو تخفيض يصل الى 70% على سلعة أو خدمة وأيضا اللعب بالأرقام  مثل أن يتم الإعلان عن منتج بسعر 999 جنيهًا وما يحدثه من أثر نفسى مختلف تماما عن أن يتم الإعلان عن أن المنتج سعره ألف جنيه... تحفيز للمخ للإحساس بالارتياح والنشوة وأيضا الرغبة فى الحصول على المنتج مع إحساس بالفوز والنصر... يمكنك أن تشاهد مقاطع مصورة لفتح أبواب المتاجر فى أيام العروض والجمع السوداء او البيضاء كما يحلو للبعض تسميتها... يتخلى الإنسان عن الرقى ويتحول إلى حيوان يلهث خلف فريسته لينقض على عنقها ليفوز بها.



مؤخرا انتشرت رسالة تحفيزية على تطبيق الواتساب تشير الى قيام أحد المتاجر الكبرى بعمل عروض وهدايا مجانية بمناسبة نهاية العام... ليس عليك إلا أن تضغط على الرابط المصاحب لتتعرف على تلك العروض...فخ كبير وقع فيه الكثيرون وفى حقيقة الأمر ما هو إلا أسلوب سهل وبسيط لاختراق الهواتف والسيطرة عليها تماما.

الرابط المذكور أحدث ضجة كبيرة مما دعا سلسلة المتاجر الشهيرة الى إصدار بيان رسمى تنفى فيه ما جاء بالإعلان وتحذر منه أيضا.…

اتصل بى العديد من الأهل والأصدقاء متسائلين عن هذا الرباط وهل هو حقيقي...البعض ضغط بالفعل عليه والبعض الآخر يترك هاتفه لأبنائه يلهون به وهم من قام بالضغط على الرابط المصاحب... بعد الضغط على الرابط لن يحدث شىء ولن يشعر المستخدم بأى اختلاف كما أنه بالطبع لن يجد أى عروض او هدايا مجانية ولكن ما سيحدث هو اختراق للجهاز بالكامل ولا فرق هنا بين هاتف اندرويد او هاتف ايفون فالقول إن الايفون مؤمن ولا يمكن اختراقه هى خرافة روجها مصنعوه ومستخدموه فى محاولة لتبرير ارتفاع سعره رغم امكانياته العادية فالحديث عن أن بعض الاجهزة غير قابلة للاختراق هو حديث غير صحيح على الاطلاق ولنا فيما حدث فى اكتوبر 2013 الدليل على ذلك حيث انتشرت الأنباء عن قيام الولايات المتحدة الامريكية بالتجسس على الهاتف المحمول لما يقرب من 35 زعيمًا ورئيس دولة منهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

والقول بإنه ليس لديك ما تخشى تسريبه او اعتبار أنك أقل أهمية من أن يتم اختراقك هو أمر فى غاية السذاجة فالاختراق ليس من الضرورى أن يكون من خلال وكالة استخبارات فربما يكون من خلال مجموعة من المخترقين فى مصر او فى أى بلد آخر وأبسط ما يستطيعون فعله هو أخذ نسخة من كل ما لديك خاصة البيانات المالية من أجل تحقيق نفع مادى او ابتزاز صاحب تلك البيانات أو إرسال رسائل غير لائقة الى قائمة الاصدقاء...الخ.

الخطورة ايضا أن تلك الأفعال لن تكون فى أعقاب الاختراق مباشرة ففى بعض الحالات يتم العمل بها بعد مرور عشرات او مئات الأيام من تاريخ السيطرة على جهازك.

الحل ببساطة أن تقوم بإعادة الهاتف الى إعدادات المصنع Factory Reset  وتغيير كل كلمات السر الى كلمات صعبة ومختلفة من تطبيق لآخر وايضا الانتباه لكيلا تقع فى هذا الفخ مجددا و لتتذكر دائما أنه لا شيء مجانى فى هذه الحياة.