السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عايزة اتطلق!

عايزة اتطلق!

عشر سنوات مرت سريعًا بين مسلسل «عايزة اتجوز» للفنانة هند صبرى الذى كان بمثابة بعد رحلة بحث طويلة عن عريس وها هى الممثلة التونسية «تخوض من خلال عالم المنصات الإلكترونية، مسلسلًا جديدًا يحمل عنوان «عايزة اتطلق»، فى تجربة مثيرة للدفاع عن المرأة العربية، وقد يبدو أن اسم المسلسل صادم، لكنه بكل حال يعبر عن واقع أليم نعيشه فالدراما لا تنمو ولا تترعرع إلا فى ظل واقع ما، لاسيما فى ظل تزايد عدد حالات الطلاق فى مصر حتى أصبحنا نحتل المرتبة الأولى عالميا فى معدلات الطلاق، إذ تحدث حالة طلاق جديدة كل دقيقتين.



قديما كانت أحلامنا بسيطة وسهلة وتشبه عصرنا الذى نشأنا فيه.. مجرد العثور على فارس الأحلام الذى يأخذنا خلف حصانه بينما نرتدى الفستان الأبيض.. تلك النهاية الرومانسية الجميلة التى تربينا عليها من خلال أفلام الأبيض والأسود، تربينا أن الزواج هو النهاية فيغلق الستار بعدها ليصفق الجمهور، ولم يعلمنا أحد أنه البداية لحياة جديدة تتطلب التعاون التام وبذل المزيد من الجهد للحفاظ عليها.. تربينا أن الهدف هو الزواج فقط وتنتهى الحكاية وليس الهدف هو الحفاظ على البيت والأسرة وتنشئة أطفال صالحين.. تعلمنا أن البيوت تقام على الحب فقط فكنا نبحث عن طرف نشعر تجاهه بالحب ويبادلنا نفس الشعور ولم ندرك أن أقل البيوت تلك التى تبنى على حب وأدركنا مؤخرا أن البيت المتين يقام على أساس من التفاهم والاحترام المتبادل بين الطرفين.

تربينا على ثقافات خاطئة أدت بنا إلى طلب الطلاق وتمنيه وإرادته بل السعى إلى الحصول عليه بشتى الطرق، واكتشفنا بعد فوات الأوان أننا تربينا خطأ، ليس عيبًا فى من ربونا لا سمح الله ولكن الطريقة لم تكن هى الأنسب فى عصر مختلف سمته التطور الهائل والمتلاحق فى كل شىء بداية من عقل الإنسان وفكره مرورا بطموحه وأحلامه وصولاً للتكنولوجيا التى وسعت الأفق ونمت الإدراك فتغيرت نظرتنا وحياتنا فى ظل قوالب جامدة لم تقبل التغيير ولم تتزحزح.

وفقا لآخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبة العامة والإحصاء فإن حالات الطلاق فى مصر وصلت 225 ألف حالة فى 2019 مقابل 201 ألف حالة فى 2018، حيث يحدث فى مصر حالة طلاق واحدة كل دقيقتين و20 ثانية، وفى الساعة 27 حالة، أما فى اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق فى الشهر. 

لقد أصبح ضروريا أن نربى أبناءنا على أن الزواج مودة ورحمة، ويظن العديد من الأشخاص أنّ المودة والمحبة هما كلمتان تحملان نفس المعنى، لكن الحقيقة أنهما هما كلمتان تختلفان فى المعنى بشكلٍ بسيط، رغم ارتباطهما الدائم مع بعضهما، فالمحبة هى صفة نفسية تنبع من القلب، والمودة هى صفة عملية تقع بعد وجود المحبة، والمودة لا تأتى إلا بعد المحبة، فالمحبة أثر سلوكى وعملى يأتى بعد وجود عاطفة المحبة، لتنشأ أجيالًا جديدة يكون شعارها «عايزة اتجوز» لبناء بيت قوى وأسرة متماسكة.