الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دوبامين الفيسبوك

دوبامين الفيسبوك

تشير الإحصائيات إلى أن حوالى 73% من مستخدمى الهواتف الذكية للدخول على شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة تنتابهم مشاعر من القلق والاكتئاب وعدم الارتياح فى حالة عدم قدرتهم على تصفح تلك المواقع لأى من الأسباب المعتادة ومنها انتهاء شحن البطارية أو عدم التواجد فى مكان به اتصال بشبكة الإنترنت وهى نسبة أعلى بكثير من النسب السابق قياسها عند انتهاء شحن البطارية فى السابق عندما كانت الهواتف تستخدم للاتصالات التليفونية فقط.



والمعنى ببساطة أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعى يخلق نوعا من الإدمان يشبهه البعض بإدمان تدخين السجائر أو إدمان المواد الكحولية.

هذا يظهر جليا عند إجراء أشعة مقطعية على المخ لمستخدمى تلك الشبكات والذى يتشابه إلى حد كبير مع مخ المدمنين...يأتى هذا ببساطة نتيجة زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والأندورفين وغيرها من المواد الكيميائية التى تزيد إفرازاتها لتعطى الشعور بالسعادة والارتياح وأيضا مثل هرمون الأدرينالين الذى يزيد إفرازه من الإحساس بالتحفز وتوقع حدوث أمر مثير.

الأمر المثير مرتبط بالطبع بالتفاعل والتواصل بين الأفراد المشتركين فى تلك الشبكات وما يطالعونه من أخبار مثيرة ومتنوعة وتشمل أيضا المواد الضاحكة أو الحزينة أو المثيرة للمشاعر الإنسانية الأخرى ومنها القلق أو البهجة.

وما يزيد من تلك الإفرازات هو ما حدث لتلك الشبكات من تطوير  ومنها على سبيل المثال الفيسبوك حيث زادت بشدة أنواع وأعداد الإشعارات Notifications التى تجعل المستخدم فى حالة يقظة و انتباه وترقب وتحفز طيلة الوقت...بين ما يقوم الآخرون بنشره وأسلوبهم أيضا فى التفاعل مع ما تقوم أنت بنشره والرغبة فى معرفة رد فعلهم حياله والذى يشمل علامات الإعجاب بأنواعها السبعة المعتادة وكذا أيضا ما يتركونه من تعليقات إيجابية أو سلبية ثم تبدأ مرحلة الرد والتفاعل مع كل هذا وأيضا عقد عدد كبير من العمليات والاستنتاجات العقلية حول من و كيف ومتى و لماذا و إلى اأين ستذهب بك كل تلك الإشعارات.

انخفاض الإفرازات السابق الإشارة إليها يحدث أعراض تتشابه مع أعراض الامتناع عن شرب الكحوليات أو تعاطى المخدرات فتظهر المشاعر السلبية مثل اليأس والاكتئاب والتوتر والقلق وتقلب المزاج والتقليل من قيمة الذات واضطرابات النوم والذاكرة وخلافه..أمور أدت إلى إنشاء مصحات للعلاج من إدمان شبكات التواصل الاجتماعى وقيام المراكز البحثية بالعديد من الدراسات حول التأثيرات المختلفة و كيفية التقليل من آثارها السلبية.. ومازال الأمر مطروحا للدراسة ولمحاولة الإصلاح لإنقاذ البشرية من هذا الفخ وتلك الهوة السحيقة التى تبتلع العقل والوجدان وربما تؤثر على كافة أشكال الحياة ومقدرات التقدم والنمو.