الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفيسبوك ضد الفيسبوك

الفيسبوك ضد الفيسبوك

الإحصائيات التى تتحدث عن متوسط الاستخدام اليومى لشبكات التواصل الاجتماعى كثيرة ومتعددة... بينها اختلافات طفيفة ولكنها جميعًا تشير إلى اتجاه واحد Trend وهو تزايد زمن الاستخدام بصورة كبيرة.



إحدى تلك الإحصائيات تشير إلى أن متوسط زمن الاستخدام اليومى تطور من ساعة ونصف الساعة فى عام 2012 إلى ساعتين وست دقائق عام 2016 ثم إلى ساعتين وثلاثة وثلاثين دقيقة فى عام 2019... أتوقع زيادة هذه الأرقام بصورة كبيرة هذا العام خاصة بسبب جائحة كورونا وما فرضته من عزلة اختيارية أو إجبارية على البشر فى كل أنحاء العالم.

وبغض النظر عن أسباب تلك الزيادة المطردة فإن موقع الفيسبوك يقوم حاليًا بتقديم خدمة جديدة لمستخدميه هى خدمة قياس وتحليل متوسط الاستخدام اليومى وكذا توزيعه على أيام الأسبوع موزعة على فترات زمنية خلال اليوم الواحد يتم تحديدها من قبل المستخدم فيتعرف على تلك النسب خلال ساعات العمل أو ما بعدها... يتم ذلك من خلال الدخول على قائمة الإعدادات setting ثم الضغط على Your time on Facebook كما تتيح أيضًا معرفة عدد مرات عدد مرات فتح التطبيق خلال اليوم.

ليس هذا فقط بل تتيح تلك الخدمة التحكم أيضًا ووضع حد أقصى يومى لزمن البقاء يقوم كل مستخدم بتحديده بناء على قياسات الأيام الماضية فعلى سبيل المثال يمكن لمن يجد أن استخدامه قد تعدى الـ3 ساعات مثلًا ويرغب فى خفض ذلك الزمن أن يقوم بضبط الإعدادات لتقوم بتنبيهه بعد مرور ساعتين مثلًا ليتمكن من تقليل زمن الاستخدام... الطريف أنه فى حالة الوصول إلى الحد الأقصى يقوم البرنامج بالتنبيه مع إعطاء أكثر من بديل للمستخدم منها أن يتم السماح بالاستخدام لمدة عشر دقائق إضافية Snooze for more 10 minutes تمامًا مثلما هو الحال فى حالة ضبط المنبه للاستيقاظ صباحًا.

من الإمكانيات الأخرى أيضًا ما يطلق عليه Manage your time  والتى تتيح للمستخدم الدخول فيما يطلق عليه Quiet Mode أى أن يتوقف استخدام الفيسبوك تمامًا لفترة زمنية يحددها المستخدم.

أمر مشابه يمكن عمله أيضًا فيما يخص الإشعارات Notifications التى يتلقاها المستخدم سواء من الأصدقاء أو من المجموعات Groups  المشترك فيها حيث تدل القياسات على أن الإشعارات الكثيرة هى وسيلة لجذب المستخدمين إلى المزيد من الاستخدام والانخراط فى الأنشطة المهمة والتافهة على وجه السواء.

وبالرغم من محاولات إدارة الفيسبوك لأن تبدو أنها تعمل لصالح المستخدمين وأنها تحاول حمايتهم من الاستخدام المحموم إلا أن كل تلك الإمكانيات اختيارية وذات فاعلية محدودة تمامًا مثلما تقوم شركات السجائر بوضع تحذير عن الأضرار الصحية للتدخين أو تقوم بتقديم مرشحات filters  كهدية مع علب السجائر كنوع من الحماية للمدخنين.

ربما يكون التذكير مفيدًا للبعض ولكن الأمر أولًا وأخيرًا يعتمد على وعى وإدراك المستخدم للفوائد وللأخطار أيضًا.