الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الواتساب» وطرطشة المياه 2-2

«الواتساب» وطرطشة المياه 2-2

استثناء دول الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة من سياسة الاستخدام الجديدة ربما يستتبعه تقدم الحكومات التى لديها قوانين لحماية البيانات الشخصية لإدارة الشركة لعمل استثناءات مشابهة.



من الجدير بالذكر فى هذا السياق الإشارة إلى قيام الدولة المصرية بإصدار قانون لحماية البيانات الشخصية برقم 151 لسنة 2020 والذى من المنتظر الانتهاء من لائحته التنفيذية قريبا والذى يتوافق بشكل معقول مع القانون الأوروبى.

عودة إلى الجدل الدائر والثورة ضد شركة الواتساب وتوصية بعض المتخصصين وغير المتخصصين بقيام المستخدمين بإلغاء حساباتهم عليه والتوجه إلى تطبيقات أخرى مثل تطبيق سيجنال أو تطبيق التليجرام وهى دعوات لاقت استجابة كبيرة نظرا لعدم ارتباط التطبيقين المشار إليهما بأعمال البيع والشراء بين المستخدمين والشركات مقدمة السلع والخدمات بنفس الصورة حتى الآن على الأقل وأيضا لأن أحد هذه التطبيقات هو تطبيق روسى  -التليجرام- فى الأصل.

حقيقة الامر انه لا يوجد امن للمعلومات بنسبة 100% كما أنه لا يمكن استبعاد ان الأمر مجرد حرب اقتصادية بين شركات كبيرة ومسيطرة ومستحوذة على اغلب المستخدمين -2 مليار مستخدم لتطبيق الواتساب - وبين شركات أخرى ناشئة تبحث لنفسها عن مساحة فى هذا العالم الافتراضى الفسيح.

فجميعنا يسمع ويشاهد عشرات الحالات اليومية لاختراقات البرامج والأنظمة الفنية المختلفة وهى ارقام فى تقديرى لا تعبر الا عن 10% فقط من إجمالى الحالات على أقصى تقدير... تشبه جبل الجليد ذا الجزء الظاهر الصغير والجزء الغاطس الكبير.

ما الحل إذا؟... سؤال لن تجد له إجابة نموذجية ولكن من الأمور الفنية شديدة الأهمية للتقليل من تلك الاثار السلبية الاهتمام بتغير كلمات السر بصورة دورية لتصبح أكثر تعقيدًا وعدم السماح باستقبال ملفات أو مقاطع مصورة أو الضغط على روابط تأتى اليك الا بعد التأكد تماما من هوية المرسل وسلامة الرابط وهى أمور لا ننجح فيها دائما.. وجود برامج للحماية من الفيروسات والاختراقات من الأمور المهمة أيضا ولكن يبقى أولا وأخيرا الرهان على الوعى هو الرهان الانجح... الوعى بما يكتب ويقال وينشر ويتم تداوله وأيضا الامتناع نهائيا عن الحديث أو تداول الوثائق والملفات السرية والشخصية الحساسة. أمر مشابة لما نصحنى به أحد الأصدقاء من الأطباء فى محاولة مكافحة انتشار وباء الكورونا قائلاً «تعامل مع الجميع على أنهم مصابون بالمرض وأنك مصاب به أيضا».

نأمل فى أن نهتم بتنمية الوعى حتى لا نصبح مثل الطفل الصغير الذى يبكى من قطرات قليل ومن الماء تلامس وجهه وجسمه كله مغمور فى المياه حتى رقبته.