الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرب الشركات

حرب الشركات

استمرارا لتبنى نظرية المؤامرة أو على الأقل تبنى وجهة النظر التى تشير إلى أن لكل شىء سبب علمه من علمه وجهله من جهله وفى محاولة للرد على السؤال المطروح حاليا عن أسباب الإشارة إلى تطبيق سيجنال كبديل لتطبيق الواتساب بعد محاولة الأخير تطبيق سياسة جديدة للاستخدام تتيح للشركة مشاركة بعض بيانات التسوق مع الشركة الام-فيسبوك-فإن اسم برايان اكتون المبرمج ورائد الأعمال الشهير لا بد وأن يطفوا على السطح.



برايان اكتون المدير التنفيذى لمؤسسة «سيجنال» التى بدأت فى سبتمبر 2017 بإطلاق تطبيق المحادثة الذى يحمل اسمها والذى اتجه إلى استخدامه عدد محدود من المستخدمين وعدد كبير من الصحفيين والناشطين فى مجال حقوق الإنسان.

 

المدهش ان هذا التاريخ-سبتمبر 2017- هو تاريخ ترك برايان لشركة الواتساب وهى الشركة التى قام بإنشائها مع زميله جان كوم فى 24 فبراير 2009 وهو نفسه عيد ميلاد كوم ثم قاما معا ببيع التطبيق إلى شركة فيسبوك فى عام 2014 نظير مبلغ 19 مليار دولار كان نصيبه منها فى حدود 20% أى نحو 3.8 مليار دولار أمريكى.

ترك برايان للشركة فى 2017 جعله يتخلى عن 850 مليون دولار لمخالفته شروط استحقاق المبلغ نظير الترك المبكر... يشير برايان أيضا إلى بعض المشكلات بينه وبين إدارة الفيسبوك منها محاولة الشركة توجيهه للإدلاء بمعلومات نافية لنية شركة الفيسبوك لدمج بيانات مستخدميها مع بيانات مستخدمى الواتساب والقيام بالشهادة على نفى هذا الأمر أمام إحدى  الجهات المنظمة لحماية البيانات الشخصية والتعامل معها فى أوروبا.

فى فبراير 2018 قام برايان بتدعيم مؤسسة سيجنال بحوالى 50 مليون دولار كما قام فى  21 مارس من العام نفسه بإطلاق حملة لحث المستخدمين على إلغاء حساباتهم على الفيسبوك واستخدم فيها هاشتاج  #DeleteFacebook مما دفع مارك زوكربيرج فى اليوم التالى للحديث عن أنه على الرغم من أن الحملة لم تلق الاستجابة الكبيرة إلا أن على إدارة الفيسبوك العمل على توضيح الأمور واستعادة ثقة عملائها.

أما عن تداخل اليون ماسك مؤسس شركة سبيس اكس وهى شركة تختص بتقنيات استكشاف الفضاء والمؤسس المشارك لشركة تسلا للسيارات الكهربائية والذى كان من اوائل المستجيبين لحملة الغاء حسابات الفيسبوك حيث قام بالرد بتغريدة ساخرة على دعوة برايان اكتون التى قال فيها إنه قد أن الأوان لمحو الفيسبوك قائلا «ما هو الفيسبوك؟» What is Facebook حيث قام أيضا بإلغاء حسابات تنتمى لشركتيه على التطبيق الشهير.

أتى هذا الهجوم بعد الأنباء التى تم تداولها عن قيام شركة الفيسبوك بتقديم بيانات 50 مليون مستخدم لديها إلى إحدى شركات تحليل المعلومات وتدعى كامبريدج اناليتيكا Cambridge Analytica بدون علم اصحابها كما تم استخدامها فى الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب.

الأمر معقد وتختلط فيه السياسة بالاقتصاد بصورة متشابكة مما يجعل استجلاء الحقيقة فى غاية الصعوبة ولكن يسهل الجزم بأن الأمور ليست كما تبدو دائما.