الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
هل ذلك كذلك؟

هل ذلك كذلك؟

من التعبيرات البليغة التى نستخدمها كثيرًا فى سؤال بأسلوب استنكارى أحيانا -هل ذلك كذلك؟- أو بأسلوب تقريرى أحيانًا أخرى- لما أن ذلك كذلك- وهوتعبير قديم أزاح عنه شخص ما التراب وإعادة الى عصرنا الحالي.



وبمناسبة تعرضى لهذا التعبير عدة مرات فى أيام قليلة وجدت أنه قد يكون من المناسب أن نسأل السؤال بصورة مطلقة ونحاول استقراء الإجابات.. هل بالفعل ذلك كذلك؟.. أحد المجالات التى تساءلت فيها عن إجابة ما هو مرتبط بسيل الألقاب والدرجات العلمية التى نراها تتردد يوميا.. يكون الوضع واضحا عندما ينادى سواق التوكتوك بالباشمهندس.. لا أعتقد أن أحد خريجى كلية الهندسة حاملى كارنيه النقابة يعمل فى هذه المهنة.. المشكلة تكمن فى لقب الدكتور وهو اللقب الذى يطلق على كل من تجاوز الأربعين.. يفضل بالطبع أن يكون ضخم الجثة  اشيب الرأس أو فاقدا للشعر، ناهيك عن الدرجات العلمية التى يتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة من خلال شبكة الانترنت من جامعات ما انزل الله بها من سلطان.

العديد من الألقاب الأخرى لعضوية أو رئاسة جمعيات أهلية مرخصة بوزارة التضامن ولكن يغفل صاحبها الاعتراف بأنها جمعية أهلية ويطلق عليها «المؤسسة الدولية» او«المركز الإقليمي»...الخ.

موقع شهير للتوظيف – لينكد ان LinkedIn - تجد به ألقابا كثيرة يضيفها اصحاب الحسابات الموجودة به، وهى عبارة عن اختصارات-اغلبها مكون من ثلاثة أحرف باللغة الانجليزية-ربما تكون لشهادات معتمدة أو لمجرد حضور دورة تدريبية فى أحد مجالات تكنولوجيا المعلومات المتعددة.. أمور يعرفها المتخصصون ويعرفون جيدا أن تلك الألقاب لا يعبر أغلبها عن أى مهارات أو أهمية على الاطلاق.. حالات متعددة لمقابلات شخصية مع بعض هؤلاء الأشخاص أثبتت أن هذه الألقاب هراء وأنهم ربما لا يعرفون عن تلك العلوم إلا القشور.

هل ذلك كذلك تنطبق على مدعى الفضيلة وبداخله شيطان رجيم أو مدعى العلم وداخله خواء.. أتاحت لنا الفترة السابقة التعرض للعديد من تلك النماذج فى المجالات المختلفة أكثرها خطورة استخدام الدين لتحقيق أغراض دنيوية لا علاقة لها بالأديان من قريب أو من بعيد.. حملات التبرعات ولجان الإغاثة  وحفر آبار المياه فى افريقيا ومناصرة المسلمين المستضعفين فى كافة بقاع الأرض، وتأكدنا فى النهاية أن تلك الاموال كانت تتوجه للعمليات الإرهابية ولأناس أضروا بالدين الذى لا علاقة لهم به على الاطلاق.. كذلك أتاحت لنا العودة الى إعمال العقل والمنطق فى كل ما يدور حولنا.