المفعول بالبيانات 1-2
أثارت سياسة الاستخدام الأخيرة المقترحة من إدارة تطبيق الواتساب حالة من الهلع بين المستخدمين خوفًا على خصوصياتهم واعتراضًا على نقل بياناتهم بين التطبيقات المختلفة كخيار وحيد لا يتيح لرافضيه أى بدائل إلا الاستغناء عن الخدمة تمامًا وتوقف التعامل بها.
وبالرغم من التوضيحات الكثيرة التى قامت إدارة الشركة بطرحها لطمأنة المستخدمين على سرية محادثاتهم وما يتناقلونه من ملفات مختلفة وأنها تخضع لأعلى مستويات من التأمين من خلال تشفيرها وعدم احتفاظ الشركة بأى نسخ منها وأيضا تأجيل تفعيل السياسة الجديدة ثلاثة أشهر تقريبا-من 8 فبراير 2021 إلى 15 مايو – إلا أن موجة الهلع وعدم الارتياح لم تهدأ إلا قليلا.
وهنا يجب علينا أن نوسع الدائرة والنطاق لكي لا تكون النظرة قاصرة على هذا التطبيق دون غيره وخاصة أن أغلب تطبيقات التواصل الاجتماعى مجانية ومع ذلك يقوم أصحابها بضخ استثمارات مهولة من أجل الحفاظ على استقرارها وقابليتها للتوسع فى أعداد المستخدمين لها وصولا إلى قيامها بخدمة مليارات من البشر-2.7 مليار مستخدم لتطبيق الفيسبوك ونحو 2 مليار مستخدم لتطبيق الواتساب - وهنا وجب التساؤل عن أسباب الاستمرار فى تقديمها والتمسك بعملائها على هذا النحو وهو سؤال يجد إجابته البريئة فى المنطقة المرتبطة بتحليل هذا الكم المهول من المعلومات من أجل أغراض تسويقية تتيح للعملاء التعرف على المزيد من السلع والخدمات لسهولة الشراء والاستفادة وكذا أيضا مساعدة مقدمى تلك السلع والخدمات من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء وفتح أسواق افتراضية تتخطى الشكل التقليدى للأسواق الذى خبره الجميع منذ أول عملية بيع وشراء مارسها الإنسان وصولا إلى التجارة الإلكترونية العابرة للحدود وظهور مصطلحات مثل الاقتصاد الرقمى الذى يتميز بآليات وأبجديات مختلفة عن الشكل التقليدى فى أمور كثيرة وهو ما استدعى بالضرورة وجود بيئة تشريعية وتنظيمية لهذا الكيان الحديث.
ولكى لا يكون الحديث مدفوعا بتلك الحالة الأخيرة التى أحدثتها شركة الواتساب دعونا نبتعد عن تلك المنطقة وندخل إلى مناطق أخرى ربما تمارس نوعًا أكبر من الاطلاع على البيانات وتحليلها والاستفادة منها لخدمة أطراف العملية التسويقية جميعهم.
المناطق المقصودة مرتبطة بشركة جوجل وهى الشركة التى تملك أكبر محرك بحث على مستوى العالم ولديها عدد من التطبيقات المساعدة مثل جوجل إيرث وأيضًا المنصة الأشهر لمقاطع الفيديو وهنا أقصد موقع اليوتيوب. غدًا نكمل
