المفعول بالبيانات 2-2
قبل أن نبدأ باستعراض ما تقوم به شركة جوجل دعونا نتفق على أنه يتم تقسيم البيانات إلى نوعين رئيسيين.. النوع الأول وهو ما يطلق عليه البيانات الكمية وهى البيانات التى يمكن لنا التعبير عنها بالأرقام، ومنها على سبيل المثال إعداد الزائرين لموقع ما خلال فترة زمنية أو عدد الزيارات أو الفئات العمرية ونوع الزائرين وتقسيمهم طبقا للبلد وأحيانا طبقًا للمحافظة أو الولاية أو الإقليم.
النوع الثانى: وهو ما يطلق عليه البيانات النوعية وهى تكون فى شكل آراء أو أى نوع من المعلومات الوصفية ليست على شكل أرقام مثل الآراء حول سلعة أو خدمة بعينها أو عن أسباب اختيار هذا المنتج أو ذاك.
فمن وجهة نظر أصحاب الأعمال فإن معلومات مثل عدد الزوار للموقع خلال فترة زمنية وتقسيمهم طبقا للنوع والفئة العمرية والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم وأرقام المبيعات وإعداد الطلبات، وترتيب السلع من حيث الإقبال عليها تعتبر من المعلومات القيمة التى تمكن أصحاب الأعمال من إعادة توجيه البوصلة والتركيز على ما هو مطلوب بصورة أكبر وأيضا دراسة أسباب الإقلال من أو العزوف عن شراء سلعة أو منتج ما.
أما من وجهة نظر العملاء فإن الإقبال على سلعة أو الخدمة ما وأفضل من يقوم بتقديمها من حيث الجودة والسعر وزمن التوصيل، وخدمة ما بعد البيع وعقد مقارنات بين الأصناف المختلفة ومقدميها تعتبر من الأمور المهمة والأساسية لاتخاذ قرار الشراء، وهى أمور كانت تتم فى الماضى من خلال السؤال الفردى المباشر لمن سبقهم فى الحصول على الخدمة أو السلعة والاستماع الى تصريحات عامة ترتبط بسمعة المنتج ومقدمه، والتى ربما لا تكون متاحة للجميع بسهولة كما أنه يشوبها الكثير من التضليل أو عدم اليقين مما يجعل عملية الحصول على الخدمة أو السلعة من الأمور غير المضمونة العواقب والنتائج. إحصائيات كثيرة يمكن الحصول عليها من خلال خدمات مثل جوجل اناليتيكس Google Analytics أو جوجل سيرش Google Search Console أو من خلال احصائيات اليوتيوب YouTube Statistics.
خطوات التحليل الرقمى لتلك البيانات يمر بعدة مراحل أولها بالطبع تحديد الهدف أو الأهداف ثم وضعها فى صورة قابلة للقياس، ثم يتم وضع مؤشرات الآداء الرئيسية Key Performance Indicators لهذه الأهداف ثم تحليل التقارير والفئات المستخدمة من أجل تعديل وتطوير خطط التسويق ونوعية الخدمات والسلع والاسواق الراغبة فيها.
على سبيل المثال تتيح جوجل اناليتكس Google Analytics أصحاب المواقع الإلكترونية من معرفة النظرة العامة لجمهور المستفيدين من حيث العمر والجنس والمنطقة الجغرافية واللغة ووقت البقاء فى الموقع، ونوع المتصفح والهاتف المحمول وأسلوب الوصول الى مواقعهم ونسب تكرار الزيارات والأصناف الأكثر بحثا وحجم الإنفاق وأى مشكلات لوجستية يتعرضون لها فى أى منطقة حول العالم.
كل ما سبق هى أمور قد يراها البعض تقوم بتسهيل تجربة الشراء والتواصل مع مقدمى الخدمة وقد يرفضها البعض، ولكل وجهة نظر تحترم وكلاهما يحتاج إلى أسلوب مختلف فى التجول فى هذا الفضاء الإلكترونى الفسيح.
