الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بياناتنا الشخصية فى الفضاء الإلكترونى

بياناتنا الشخصية فى الفضاء الإلكترونى

الاسم والسن وعنوان البريد الإلكترونى والجنس والميول الجنسية والحالة الاجتماعية والعرق والمعتقدات الدينية والموقع الجغرافى الحالى والبلد والمنطقة وعنوان المنزل والحالة الوظيفية والمناصب الإدارية وتسلسلها التاريخى ورقم التليفون الأرضى والمحمول ونوعه والحيوانات الأليفة التى يقتنيها والهوايات والاهتمامات والطول والوزن واسم الأم والأب والزوجة والأبناء والأقارب وبيانات الحسابات البنكية وعمليات البيع والشراء الإلكترونية والملف الطبى ورقم البطاقة الشخصية ورخصة القيادة ونوع السيارة وغيرها الكثير من البيانات الخاصة بمستخدم التطبيقات العديدة على شبكة الإنترنت تندرج تحت بند البيانات الشخصية.



جمع وحفظ ونقل ومعالجة واستغلال تلك البيانات هو أمر آخر جدير بالنظر والمتابعة... يتم تداول تلك البيانات أو بعضها مع العديد من الجهات الحكومية كمصدرة أو كمتعاملة مع المواطن من خلال تلك البيانات أو مع مؤسسات أهلية أو شركات خاصة محلية أو دولية عابرة للحدود والتقسيمات من خلال العديد من التطبيقات.

تطبيقات للتواصل الاجتماعى أو لخدمات البيع والشراء لسلع والخدمات ومنها خدمات النقل وتلقى العلاج أو خدمات المعلومات المختلفة.... ولنأخذ مثالًا على المعلومات التى يمكن أن يجمعها تطبيق واحد مثل تطبيق خدمات نقل الركاب والذى يستطيع تخزين تاريخ حركات الانتقال من وإلى المواقع المختلفة وتاريخها وتكلفة كل رحلة وبيانات بطاقة الائتمان المستخدمة فى عمليات الدفع وبالرغم من أن الشركة تسمح للمستخدمين بمحو بيانات الرحلات السابقة إلا أن قليلًا منا من يفعل ذلك.

فى إحصائية عن مدى معرفة بعض الشركات من خلال تطبيقاتها المختلفة عن البيانات الشخصية خاصة أول 28 بيانًا مذكورين فى بداية هذا المقال نجد أن شركة الفيسبوك تأتى على قمة التقسيم بنسبة تصل إلى 71% تقريبًا من هذه البيانات يليها تطبيق الانستجرام بنسبة 58%... يأتى فى المركز الرابع تطبيق نقل الركاب الشهير بنسبة 53% وتطبيق تويتر فى المركز الثامن والعشرين  بنسبة 21%... تطبيق التيك توك يأتى فى المركز الثامن والثلاثين بنسبة 15%..., الغريب أن تطبيق واتساب يأتى فى المركز الخامس والأربعين بنسبة لا تتعدى الـ12%.

العديد من تلك البيانات غير ضرورى لعمل التطبيق حيث يقوم المستخدمون بالتبرع بالإدلاء بها طواعية بدون أى فائدة مرجوة, أما البعض الآخر فهى بيانات مهمة وضرورية وأساسية لعمل التطبيق... أتعجب من الهلع الدائر نتيجة إشارة البعض إلى أن تطبيق الواتساب يحتفظ برقم التليفون وعنوان الإنترنت الخاص بالمستخدم حيث إن تلك البيانات هى الحد الأدنى للمعرفة والتعرف ولقدرة التطبيق على العمل.

الحل لا يكمن فى التطبيقات الإلكترونية فهو ببساطة يعتمد على وعى المستخدم لعدم الإدلاء بما لا يفيد وبما ليس ضروريًا... يجب علينا جميعًا تبنى ثقافة أن تكون المعرفة على قدر الحاجة وأيضًا الانضباط والانتباه لعدم نشر أو حفظ المعلومات السرية أو الحساسة على أى أداة متصلة بشبكة الإنترنت على الإطلاق أو ربما الاتجاه إلى استخدام بعض أساليب التضليل للإدلاء ببيانات غير صحيحة فيما يخص بعض الأجزاء غير المهمة حتى لا تتمكن تلك التطبيقات من رسم صورة دقيقة وتفصيلية عن مستخدميها.