السبت 1 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 41

لغة الجينات 41

«حب الظهور» والاستعراض بالمعلومات أو المكانة الاجتماعية فى الظاهر ثقة بالنفس وقوة وفى الباطن عقدة نفسية متأصلة فى الشخص المريض بحب لفت الانتباه له بأى طريقة.



«عقدة حب الظهور»عند أصحاب الجينات الخبيثة، طريقة تفكير ومنهج حياة.. فى الظاهر هتلاقيها فى بوستات على السوشيال ميديا يزعم أصحابها الموهبة فى كل شىء.. التاريخ.. الجغرافيا.. الفلسفة.. الشعر وحتى الدين.. وفى الباطن المريض بحب لفت الانتباه شخص مخوخ وفارغ داخليًا وبيدارى كل عيوبه بتصنع بطولات وهمية من نسيج خياله.

المريض بحب الظهور ولفت الانتباه فى الظاهر ممكن يعمل أى حاجة تحقق له مجد لحظى وهمى.. يزهو بنفسه، يحكى عن تجاربه المثيرة منذ الصغر وإزاى كان مميزًا وفلتة عصره وأوانه.. إزاى كان متميزًا دائما وأنه «vip»  وينال التكريم على كل شىء.. وفى الباطن مهووس بالكبر والاستعلاء وحب التسلط والإعجاب بالنفس والافتخار بها وحب الجاه والشهرة والسلطة و المدح والرياء... أنانى مغرور يتعمد تتبع الزلات والسقطات للآخرين للتقليل من شأنهم. 

أهم ما يميز هذه الشخصية المصابة بدءًا من حب الظهور والاستعراض فى الظاهر  هو عدم صبر صاحبها على الاستماع لمقترحات الآخرين وعدم تقديره لما يطرحونه من حلول مع رفض واضح ودائم للآراء الجديدة والمبدعة حتى لو كانت تلك الآراء سديدة ومفيدة له ولعمله... وفى الباطن يتميز بعدم التراجع عن الخطأ وعدم الاعتراف به... يتوق دائماً لتسلق أكتاف الآخرين واستغلال منجزاتهم ولا يتوانى فى نسبها لنفسه. 

«أصحاب الجينات الأصلية» على العكس تماما لا يعرفون مرض حب الظهور والاستعراض.. جيناتهم تمنعهم من السقوط فى شراك العجب والرِّياء، الإخلاص ومساعدة الناس وإنارة الطريق لهم منهج حياة بالنسبة لهم.

«فريد شوقى» امتلك جينات أصلية محبة للخير ومساعدة الناس.. فى الظاهر هو الملك ووحش الشاشة بلا منازع، النجم صاحب الكاريزما والحضور الذى لا يضاهيه أحد، فنان من العيار الثقيل، احتفظ بالقمة لسنوات، أيقونة تحمل كل ملامح النجم الجماهيرى... شرير قاس عنيف.. وفى الباطن رقيق لا يطيق أن يرى أحدًا يتألم.. عرف أن النجم الراحل رياض القصبجى، أو كما عرفناه باسم «الشاويش عطية»، أصيب بتصلب شرايين ما أدى لإصابته بشلل استمر لمدة 5 أعوام...وخلال هذه الأعوام لم ينقطع فريد شوقى عن زيارته بشكل يومى، ودعمه ماديا ومعنويا، وكان يهون عليه مرضه باصطحاب أصدقائه المقربين، وبعد رحيله تكفل بمصاريف الجنازة والعزاء، واستمر يرسل مبلغًا ماليًا كل شهر لأسرة «رياض» حتى بعد تخرج ابنه من الجامعة.

«فريد شوقى» كان يمتلك ميزة عظيمة هى مساعدة الناس، ولدرجة أنه كان يوافق على كتابة أسماء الوجوه الشابة قبله، وهذا ما فعله مع نور الشريف، أحمد زكي، حسين فهمي، محمود ياسين، وذلك حتى يتم اعتمادهم كنجوم... ونفس الأمر كان بيعمله مع المخرجين الشباب.. بيوافق يخفض أجره للنصف علشان يقدروا ينجزوا أفلامهم 

«فريد شوقى» فى الظاهر كان شريرًا قاسيًا أعطته مواصفاته الجسدية شكلًا مخالفًا تماما لطبيعته.. فقد كان فى الباطن لا يستطيع أن يرى دمًا.. ويمنع ذبح الدجاج فى المنزل لأنه لا يستطيع أن يراه يتألم.. وكان ومع كل فيلم يبدأ تصويره يشترى عدة عجول للذبح.. وكان يهرب حتى يتم الذبح ثم يأتى ليوزع لحومها بنفسه على العمال فى البلاتوه.  

«فريد شوقى»، فى الظاهر كان وحش الشاشة.. ملك الترسو.. فلا  مثيل له فى أداء الأدوار الشريرة وفى الباطن يتمتع بقلب كبير يفيض رقة وحناناً وإنسانية»...ولدرجة أنه فور علمه أن الفنانة فاطمة رشدى، تعيش فى «بنسيون» فى منطقة وسط البلد، ذهب للمكان الذى تتواجد فيه، وحينما شاهدها على سلم البنسيون، قبل يدها، وطالب الدولة بشقة ومعاش يكفل للفنانة الكبيرة حياة كريمة، وسعى خلف المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة، ولم يتركها لحظة حتى تحققت مطالبه  كلها للفنانة الراحلة.

وفى أحد الأيام ذهب إلى  ملهى استعراضى يقدم فقرة أكروبات ويشارك فى الفقرة طفل يقفز لأعلى مسافة ثلاثة أمتار لينزل على قدمى زميله الذى يكبره بقليل، وأدى الطفلان الفقرة بنجاح وصفق لهما الجمهور ولكن فريد شوقى انخرط فى بكاء شديد لأن الطفلين يعرضان نفسهما للخطر من أجل لقمة العيش، وظلت الدموع تسيل من عينيه وبعث لإحضار الطفلين ومنح كل منهما هدية مالية كبيرة تشجيعا ورأفة بهما.

احذر من أصحاب الجينات الخبيثة مدمنى حب الظهور فأصحابها بحاجة لإعادة تأهيل نفسى وسلوكى وروحى.

احذر ممن أدمنوا إلحاق الأذى بالآخرين... فحب الظهور يكسر الظهور