الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سلسلة «ما»

سلسلة «ما»

يشعر أغلب المثقفين ومحبى القراءة هذه الأيام بنوع من الحيرة وأحيانًا نوع من العجز عن فهم أمور متعددة مما تدور حولنا فيكون الملجأ هو الذهاب إلى أحد المكتبات لمحاولة اقتناء كتاب أو أكثر فى فرع أو أكثر من فروع العلوم المتعددة وهنا تحدث الصدمة وتظهر أمور لا يمكن الإجابة عنها أو تفسيرها.



أسئلة كثيرة تطفو إلى السطح عند تصفح المطبوعات المختلفة بداية من اسم الكتاب وسمعة كاتبه ومدى إلمامه بالموضوع وقدرته على توصيل المعلومة وكذا أيضًا سعر الكتاب وتباينه فربما نجد كتابًا صغير الحجم لكاتب غير معروف يبلغ ثمنه عشرة أضعاف كتاب آخر لكاتب ومفكر كبير مثل عباس محمود العقاد... قضية متشابكة تتداخل فيها حقوق الملكية الفكرية ونوع ورق الطباعة واستراتيجية دار النشر ومدى حداثة أو قدم الكتاب وربما أيضا هل الكتاب محلى الطباعة أم مستورد من الخارج بالكامل؟.

نعود ونبحث عن أصول المعرفة والعلوم المختلفة...نصطدم بالكثير من الغث والقليل من السمين وهنا أجد أن الإشارة إلى هذا السمين هو واجب قبل أن يكون مجرد تعرض عابر...من النماذج المتميزة ما قامت به الهيئة المصرية العامة للكتاب من خلال سلسلة من الإصدارات الصغيرة والمبسطة بقلم كبار الكتاب والمفكرين فى المجالات المختلفة.

سلسلة بعنوان «ما» تشير إليها الهيئة إلي أنها مشروع معرفى يتضمن انواعًا عديدة من المعرفة التى تتيح للجميع خاصة الشباب التعرف على المداخل الأساسية للمعرفة.

كتيبات صغيرة يتراوح سعرها بين ثلاثة وخمسة جنيهات فى فروع المعرفة المختلفة....«ما علم الاجتماع» هو أحد تلك الأمثلة...كتاب من القطع الصغير مكون من 111 صفحة بسعر خمسة جنيهات تأليف الأستاذ الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع المعروف.

«ما الفلسفة»... «ما الموسيقى»... «ما الفقه»... «ما التاريخ»... «ما الجغرافيا»... «ما المسرح»... «ما الشعر»... «ما العروض»... «ما الفضاء الرقمي»... «ما الإبداع»... «ما التربية»... «ما الفن التشكيلي»...إلخ

باقة متميزة من الكتيبات تتحدث عن العلم ونشأته ومراحل تطوره وأقسامه وخلافه...بدأت بخمسة كتب فى معرض الكتاب 2018 وتضاعف عددها عدة مرات حتى الآن.

الكتب متواجدة بمقار توزيع كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب فى المحافظات وأيضا موجودة فى كل قصور الثقافة فى أى مكان...أعتقد أن من يقتنى تلك المجموعة ويقرأها سيكون إنسانًا متميزًا ومختلفا عن أقرانه بالعلم الحقيقى والفهم لما يجرى من حوله بعيدا عن ثقافة شبكات التواصل الاجتماعى التى انتشرت كالنار فى الهشيم ويدرك المثقفون خطورة تفردها بالساحة.