الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صباح الخير

صباح الخير

أتحدث مع أحد الجيران الاعزاء فيمر بجوارنا جار آخر متجها إلى منزله لم يلتفت إلينا على الإطلاق.. وجدت وجه جارى قد تغير.. امتقع وارتسمت 111 على جبينه قائلا «ما هذا؟».. للوهلة الأولى لم افهم ما يعنيه  ثم تداركت الموقف وفهمت أنه منزعج من عدم القائه السلام علينا.. بادرته  قائلا «لا يهم».. قال لى «لا يصح».. شاركته الرأى ثم اردفت قائلا «لسنا فى حاجة إلى سلامه.. لن يجعلنا ذلك نطير بجناحين فى افق الطرقات».. ابتسم قائلا «ولكن السلام واجب».. وعدته ان يكون مقالى القادم عن هذا الموقف والذى رغم بساطته ورغم عدم اكتراث الزميل إلا أن وقع التجاهل كبير.. افشاء السلام مهم وضرورى بل هو من الدين أيضا... اعترف بأننى اقع فى نفس الخطأ احيانا  ولكننا نتعلم ما دمنا على قيد الحياة. اتذكر زيارتى للولايات المتحدة الأمريكية عام 199.. دخلت إلى مصعد الخالى فى الفندق طلبا للنزول إلى الدور الأرضى.. بعد نزول المصعد عدة طوابق انفتح الباب فاذا بفتاة فى غاية الجمال تدخل.. بابتسامة مشرقة حيتنى قائلا «صباح الخير».. توقف المصعد مرة أخرى بعد عدة طوابق وقبل أن تغادره تلك الفتاة التفتت لى مرة أخرى قائلة «اتمنى لك يوم سعيد».. قارنت بين موقفها وبين موقف البعض من أصحاب الوجوه العابسة وخاصة فى فترة الصباح.. قارنت موقفها بموقف أى فتاة فى بلداننا العربية.. من الصعب أن تفعل ما فعلته الفتاة الأمريكية.. ربما لميراث قديم وكبير من المعاكسات والتحرش.. إن حاولت أن أكون البادئ بالسلام فإن العبوس سيزداد هذا ان قامت بالدخول إلى المصعد أصلا.



بعد دقائق من حديثى مع جارى اتصل بى زميل عمل قديم تزاملنا ربما منذ أكثر من 25 عاما.. لم آره بعدها ربما لعدة مرات تعد على اصابع اليد الواحدة..بعد السلام والسؤال عن الحال والصحة والكورونا وخلافه.. توقعت أن يبدأ فى السؤال أو الطلب.. فوجئت به يقول إنه سعيد لسماع صوتى ويتمنى أن نستمر على تواصل.. اغلقت السماعة وأنا أقول «لسه فيها حاجة حلوة».

تغريدة: إنما البر شيء هين وجه بشوش ولسان لين...عمر بن الخطاب