الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دع الحياة وابدأ القلق

دع الحياة وابدأ القلق

إنسان هذا العصر مرشح بجدارة للإصابة بانهيار عصبى حاد فى أى لحظة...دعونا نستعرض الأسباب المعروفة للجميع والتى ستحقق هذا المصير البائس ما لم ننتبه ونفيق.



البداية على المستوى الدولى فيما نراه حولنا وما تحمله إلينا وكالات الأنباء ونشرات الأخبار من توترات سياسية بين البلدان المتجاورة وغير المتجاورة على حد سواء...خراب أطلق عليه ثورات أدت إلى تشتت وضياع وفقدان فى العديد من بلدان المنطقة...صحب تراجع تلك الدول لعشرات اومئات السنين الى الماضى...مطلوب معجزة للخروج من تلك الهوة السحيقة التى انزلقت اليها تلك الدول تحت دعاوى الديمقراطية والحرية وخلافه.

تبعات اقتصادية واجتماعية كبيرة جراء ما حدث يتزامن معها ايضا سيطرة الشركات متعددة الجنسيات وصراعاتها الدامية متخذين من شعار «مصلحة المستهلك» زريعة للتآمر والاستغلال وتخليق حاجات وأسواق غير مطلوبة تجعل المستهلك يلهث وراءها مثلما يجرى فأر تجارب داخل اسطوانة دائرية لا يستطيع التوقف ولن يصل الى شيء باستمراره فى السعى واللهاث.

اسواق ومنتجات وتصدير لصورة الرجل الكامل والمرأة المثالية مما يدفع الجميع الى الوقوف امام المرأة ومقارنة وضعه بالرجل النموذج ومحاولة الوصول اليه بأى صورة ممكنة اوغير ممكنة وهوما يحدث فى أغلب الأحيان على حسابا حاجات اخرى اكثر أهمية وإلحاحا.

ثم تأتى ادوات عصر المعلومات وخدعة شبكات التواصل الاجتماعى التى ما عادت تفيد حتى إنها ساهمت فى التفسخ والانعزال الاجتماعى أكثر من أى وقت مضى...فقدنا جلسات السمر والأنس بالأهل والأصدقاء اوالاستماع الى نصيحة مخلصة اوتجربة حياتية مفيدة فأصبحنا نقلق بشأن التليفون المحمول ونوعه ومساحة التخزين الموجودة به ونوع الكاميرا وحجم الشاشة ومستوى شحن البطارية وقوة اشارة الشبكة وسرعة الانترنت وايضا شحن الساعة الرقمية وكفاءة الحاسب الشخصى والمحمول واللوحي.

ثم كان الغرق فى محيطات من الأفكار والمعلومات والأخبار المتناثرة والتى قليلها صحيح وأغلبها مغلوط أومكذوب اومجتزأ فتولدت أفكار واتجاهات ووجهات نظر غير سليمة اوغير واقعية وحدث كفران بالمعتقدات القديمة الراسخة وبالأديان الحنيفة الهادئة.

يتم كل هذا بإيقاع سريع جدا جدا فى سرعة الالكترون فى دورانه حول النواة…سرعة يعرفها الفيزيائيون بأنها تشابه سرعة دوران جسم حول الارض يقطع فيه المسافة حتى نقطة البداية فى 18 ثانية فقط.

وقبل أن ينتهى المقال بالتركيز على المشكلة فقط فإنه يجب القول إن صاحب ومسبب المشكلة هوالوحيد القادر على حلها وهنا أقصد «الإنسان»...فهومحدث المشكلة وهومن بيده الحل.