السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قواعد ممارسة «الدبلوماسية الاستخبارية» على الأراضى المصرية: «المنتدى العربى الاستخبارى».. الفوضى تحت الحصار

المنتدى ترجمة حقيقية لمقولة مسافة السكة.. وإعادة صياغة شفرة جديدة للدولة الوطنية لمواجهة مخططات الإسقاط

قواعد ممارسة «الدبلوماسية الاستخبارية» على الأراضى المصرية: «المنتدى العربى الاستخبارى».. الفوضى تحت الحصار

فى القاهرة كان موعد اللقاء لرؤساء أجهزة الاستخبارات العربية برعاية الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، فى القاهرة كان اللقاء من أجل توحيد جهود العمل المؤسسى العربى ومن أجل فك شفرة مخططات الاٍرهاب والتقسيم وحصار الفوضى.



برعاية مصرية عقد «المنتدى العربى الاستخبارى» اجتماعه الثانى إيذانًا ببدء الممارسة الفعلية لما يمكن أن نطلق عليه «دبلوماسية المخابرات»، فى مواجهة ممارسة بغيضة باتت تفرض نفسها باستخدام الإرهاب كمكون فى الملفات السياسية بين الدول.

القاهرة التى أبت أن تقف مكتوفة الأيدى فى مواجهة الأخطار الممنهجة التى تستهدف الدول العربية الوطنية بالتفكيك وبالتقسيم وبإشاعة «الفوضى المخلقة»، فسارعت بالفكرة والتجهيز والتنفيذ وقامت على الفور باستدعاء الرجال الذين حملوا الأمانة للدفاع عن مقدرات الأمن القومى العربى من أجل ترسيخ مبدأ «دبلوماسية المخابرات» فى مواجهة «دبلوماسية الميليشيات».

■ ■ ■

لقاء القاهرة كان من أجل تفكيك «شفرة التفكيك» وإعادة صياغة شفرة جديدة للدولة الوطنية لتكون عصية على مخططات الإسقاط والفوضى اعتمادًا على استخدام مكونات العرقية والطائفية من أجل التقسيم والتفكيك وفتح الثغرات للتدخلات الخارجية فى شئون الأمن القومى العربى.

ففى مواجهة تحول بعض أجهزة استخبارات لأدوات فى أيدى تنظيمات الاٍرهاب، فإن المنتدى العربى الاستخبارى جاء لتكون أجهزة الاستخبارات أداة حصرية للدولة الوطنية التى يجب أن تستمر قاعدة ارتكاز صلبة للأمن القومى العربى.

فى القاهرة كان الموعد من أجل إعادة تحديث شفرة الأمن القومى العربى الذى تعرض لموجات من الاختراق عصفت بكيانات بعض الدول وهددت مصير شعوبها.

■ ■ ■

المنتدى الاستخبارى العربى ليس كيانًا نخبويًا تحيط به السرية والغموض فحسب، بل مبادرة قومية هدفها الرئيسى حماية الشعوب وصيانة الوعى العام الذى تعرض لحملات التزييف والتشكيك، بل يتجاوز ذلك بكونه محاولة مخلصة للدفاع عن أصل هوية الأمن القومى العربى التى تعرضت للتشويه، بفعل دعاوى الأممية أو الاستخدامات الخاطئة لمفاهيم الحريات وحقوق الإنسان كغطاءات للتدخل فى شئون الدول العربية وتحريض شعوبها ضد أنظمتها بهدف الإسقاط وإشاعة الفوضى ونشر الجريمة العابرة للحدود.

فى ظل حملات الاستهداف للأمن القومى العربى يأتى تدشين المنتدى من أجل توحيد الجهود العربية لدعم مسار مؤسسى للعمل الاستخبارى مع مسارات الدبلوماسية المعلنة، بل داعمًا لها بإتاحة تدفق المعلومات الحتمية للكشف عن حقيقة التهديدات التى قد تتخذ من بعض  الدول العربية قاعدة ارتكاز لها.

انطلاق المنتدى من القاهرة جاء كخطوة حقيقية لدعم وحدة الأمن العربى وحصار تنظيمات الإرهاب التى تقف على أرضية مشتركة هدفها تفكيك الدولة الوطنية.

■ ■ ■

عبقرية الفكرة ترتكز أساسًا على الإرادة الحقيقية لصون الأمن العربى، من خلال صيغة أمنية موحدة وقادرة فى الوقت نفسه على مراعاة الخصوصيات الاجتماعية والثقافية لكل دولة عربية. فكرة المنتدى أساسًا لا تقوم على وحدة اندماجية نظرية بل تقوم على وحدة أمنية تستهدف تحقيق استقرار الدول العربية وفقًا لمتطلبات هذا الاستقرار القائم على أولويات التنمية فى كل دولة.

بمعنى أن المنتدى القائم على حماية الدول الوطنية إنما يهدف أساسًا لاحترام خصوصية الهويات لا تذويبها فى كيان اندماجى من أجل المزايدة الإعلامية أو السياسية.

■ ■ ■

لقد دشنت القاهرة «المنتدى الاستخبارى العربى» من منطلق مسئوليتها التاريخية عن صون الأمن العربى.

«مسافة السكة» التى وعد بها السيسى من قبل لم تكن تصريحًا من أجل الاستهلاك الإعلامى، لكن الفهم الخاطئ لها اعتقد أن مصر ستنتظر وقوع الخطر حتى تتحرك نحوه، لكن الحقيقة تقول إن إصرار مصر على تفعيل هذا المنتدى هو ترجمة حقيقية لذلك المعنى من خلال التأمين الاستباقى لكل« السكك» التى قد تسمح بمرور التهديدات نحو الأمن القومى.. المنتدى الاستخبارى العربى دليل عمل لتحقيق وحدة الأمن العربى المستمد من وحدة المصير المشترك.