
احمد رفعت
صالح مهران..لماذا حزن الناس عليه؟!
رحل قبل أيام الإذاعى الكبير صالح مهران.. لست - للأسف - من الجيل الذى تابعه ولا من جمهوره..لكن..كنت تلميذًا صغيرًا أواخر السبعينيات مدرستى بجوار بيتى بما يسمح أن ألحق بطابور الصباح فى دقيقتين سيرًا على الاأقدام وبالتالى كنت استمع لتقديمه لتترات برنامج “ كلمتين وبس” للفنان الكبير فؤاد المهندس ثم فى الثمانينيات كان يقدم بانتظام تترات المسلسل الإذاعى الرمضانى السنوى للمهندس مع الفنانة شويكار قبل الفضائيات وطغيانها على الإذاعة.. كل ذلك دون أن أعرف اسم صاحب هذا الصوت المميز القوي الهدعذب في الوقت نفسه..ثم تمر الايام واقترب من الاذاعة واتشرف بالتعاون معها ومع أبنائها المحترمين واسأل عن الرجل واتعرف علي ابنته الاذاعية اللامعة اميمه مهران..ولذلك يكون السؤال: الجيل الذي سبقنا والاجيال التي سبقته ومن مثلي يحق لهم الحزن علي الرجل.. لكن لماذا كان الحزن كبيرا ومن اجيال لم تعرفه وشاهدنا ذلك في ساحة قياس الرأي العام وهي شبكات التواصل الاجتماعي؟! الاجابه عرفناها في تعليقات عديدة وهي فضلا عما سبق وقلناه وبخلاف ما نقله الابناء عن أبائهم كان فيما قدمه الرجل لوطنه في فترات مهمة .. الراحل الكريم يعتز بفترة بناء مجده الشخصي في الستينيات وهو ما قاله لابنته في ايامه الاخيرة.. والكثيرون يعرفون صوته معلقا علي احداث حرب اكتوبر المجيدة..انباء العبور وتعليقات صوتيه اخري علي افلام تسجيلية قدمت في تلك الايام واعمال اخري لجيشنا العظيم .. وكأنها ارادة الله التي ربطت الرجل بمصر فيتذكره أبنائها بعد ثلاثين عاما من الغياب بعضها في اعمال قيادية اداريه بعيدا عن الميكروفون وربع قرن بالمعاش !
صالح مهران صوت ارتبط بالوطن واهله..رحمه الله وغفر له والهم اسرته ومحبيه وتلاميذه كل الصبر