الثلاثاء 19 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الولاء والهوية المصرية حائط صد ضد المؤامرات

الولاء والهوية المصرية حائط صد ضد المؤامرات

الدول العظيمة التى تتصف  بالأصالة والمجد والحضارة الضاربة فى أعماق التاريخ دائما ما تكون مستهدفة خاصة عندما تحاول أن تستعيد رونقها وبريقها مرة أخرى وتعيد كتابة أمجادها ، ولذا على المصرى فى هذه المرحلة من تاريخ مصر أن يفخربمصريته وأن يعتز بهويته ويدرك أنه سليل أمة عريقة المجد سبقت كل الأمم فى مجدها وعزتها وأنها حظيت بحكام عظماء من أبنائها منذ أن عرفت البشرية الحياة وأن بلاده كانت  أول دولة فى الكون أخذت شكل الدولة الموحدة ، وأنها مرت  بمنعطفات تاريخية حادة لكنها كانت تخرج أقوى فى كل مرة تتعرض فيها لعدوان أو احتلال ، أو حروب اقتصادية أو سياسية أومذهبية



كانت الهوية المصرية على مدار التاريخ هى الخط الأحمر الذى لايقترب منه الآخر ، لقد كانت مقدسة تماما كحدودها التى اعتبرها جدودنا القدماء حدودا مقدسة رغم انتصاراتهم وفتوحاتهم إلا أنهم كانوا يعودون إلي حدود مصر المقدسة 

وقد شهدت مصر قبل غيرها من دول الشرق الأوسط الإسلامى كثيرا من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية الناجمة عن الأزمات الحديثة للهوية والمكانة وسط العالم الحديث وقد أصبحت تقريبا مستقلة مع دخول القرن التاسع عشر عن الدولة العثمانية المحتلة إلا من بعض المظاهر الشكلية ، وهو ما جعل المثقفين المصريين يؤكدون من خلال أفكارهم وكتاباتهم على الهوية المصرية المستقلة عن المحتل أيا كان نوعه عثمانى أو بريطانى ،وبدأ التأكيد على الولاء والانتماء لمصر بعيدا عن أى مؤثرات تركها العثمانيون أو غيرهم فنشأ المصري معتزا بمصريته وزعاماته التاريخية من عرابى لمصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وكتابه ومفكريه وأبرزهم فى هذه الفترة المبكرة أحمد لطفى السيد الذى قاتل فى سبيل تثبيت الهوية المصرية وتنمية الولاء لمصر دون غيرها مهما كانت المغريات والمؤثرات ولذا فإنه على المصريين الآن أن يفخروا بمصريتهم وبمصر وبما يجرى على أرضها من إنجازات وتحديث فى كل الاتجاهات واعدة تطوير مصر من شمالها إلى جنوبها إلي غربها وشرقها ورغم ما يعانى منه العالم من حولنا إلا أن مايحدث على أرضها فى هذا الوقت هو معجزة بكل المقاييس

لم تتوقف الحياة كما توقفت فى كبريات الدول ، ورغم الجائحة المرضية التى تجتاح العالم الآن لم يشعر المواطن المصري بأى نقص  حيث لم يشعر  المواطن بأن سلعة نقصت كما حدث فى دول كثيرة وفى أقطار عديدة وكما لم يشعر المواطن الفقير بأنه بعيدا عن اهتمامات الدولة وقائدها 

لذا فمن الخيانة أن يعطى المواطن المصرى أذنه للمعادين لبلاده سواء من الهاربين إلى قطر أو تركيا أو غيرها فى أي بقعة من بقاع الأرض ولابد أن يثبت المصرى للعالم كله وللصديق قبل العدو أن ولاءه وانتماءه لوطنه وهويته المصرية أمر لايقبل النقاش ولا يمكن اختراقه  ، وأنه يجب أن يعمل له  ألف حساب من الصديق قبل العدو وأنه رغم الروح السمحة التى تتميز بها الشخصية المصرية فهو شخص قوى عنيد لايهاب أية قوى تحاول أن تلعب فى الخفاء أو حتى العلن فهو محصن ضد المؤامرات وضد القوى الظلامية  لأن خلفه تاريخ طويل  وعظيم وهوية راسخة وقيادة تقرأ الأحداث جيدا وتعبر بالوطن من كل المخاطر والعقبات بهدوء الواثق وسلاسة المتمكن لتضع مصر فى مكانها الطبيعى كقوة يحسب لها الصديق قبل العدو ألف حساب.