الفيس بوك وتقويض الصحة النفسية

مواقع التواصل الاجتماعى العديدة والتى يأتى على رأسها موقع الفيس بوك بنحو 2.7 مليار مستخدم حول العالمى يمكن وصفها بأنها قطعة من السم الزعاف محاطة بطبقة صغيرة من السكر.

الغلاف السكرى كما يصفه المستخدمون عبارة عن مساحة للتسلية والترفيه والتواصل مع الأهل والأصدقاء ومعرفة الأخبار والآراء وبعض المعلومات العامة فى شتى المجالات بالإضافة إلى إمكانية التسوق لبعض السلع والخدمات.

السم الزعاف بعضه واضح وصريح والبعض الآخر يتسرب مباشرة إلى العقل الباطن فيصيب الإنسان بالانزعاج والقلق ولتوتر والاكتئاب وضيق الصدر بلا سبب واضح لذلك.

فالانخراط فى التفاعل يصيب المستخدم بشعور خانق بالنقص فيشعر أن الجميع أكثر جمالا ومالا وسعادة وإقبالا على الحياة ونجاح منه مما يقوده إلى الاحساس بالتعاسة وقلة الأهمية مهما علا شأنه فى الحقيقة.

أما السبب الرئيسى لإدمان الاستخدام فإن الخبراء يعزون ذلك إلى غريزة حب الشهرة وهى غريزة مستقرة فى النفس البشرية وهى التى تدفع المستخدمين إلى التفاعل المحموم سعيا وراء زيادة علامات الاعجاب بما يقولونه ويفعلونه وهو ما وجد العلماء أنه يؤثر بصورة مباشرة على منطقة فى المخ مرتبطة بعملية الثواب أو المكافأة فكلما ازدادت علامات الاعجاب كلما ازداد نشاط وافرازات تلك المنطقة.

يرى البعض أن الأشخاص قليلى الأصدقاء والذين نادرا ما يغيرون صورة الحساب أو نادرا ما يتبادلون الصور والتعليقات مع الآخرين على الرغم من تواجدهم المكثف بالمراقبة الصامتة لما يحدث على تلك الشبكات يكون لديهم مشكلة فى التوصل الاجتماعى العادى أيضا أو ربما لديهم حالة امتعاض أو نتيجة عقدة سابقة حدثت جراء الإقبال الزائد عن الحد فى التواصل والذى استتبعه عدة صدمات أدت بهم إلى النكوص والاختباء.

دراسات أخرى تشير إلى أن الأشخاص ذوو النشاط المتزايد على شبكات التواصل الاجتماعى ربما يجدون صعوبة فى التواصل العادى ويعوضونه بالتواصل على تلك لشبكات والتى تحررهم من قيود المواجهة واعتباراتها.

ولكن من المستقر فى العديد من الدراسات المرتبطة بزمن الاستخدام تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون تلك التطبيقات لمدد أقل يتحسن لديهم التواصل الاجتماعى وتقل العزلة ثلاث مرات عن مثيلهم ممن ينغمسون فى استخدام تلك التطبيقات المدة الأقل المقصودة هنا هى أقل من 30 دقيقة يوميا إما الانغماس فيتم قياسه بالاستخدام الذى يتعدى ساعتين يوميا أيضا.

أما عن تعريف الإدمان هو عدم القدرة على التخلى عن الاستخدام لمدة تزيد على 24 ساعة وتظهر أعراض الإدمان مثل القلق والانزعاج والعصبية واضطرابات النوم وصعوبة الاسترخاء.

تجربة: قم عزيزى القارئ بالتوقف عن الاستخدام تماما لمدة 24 ساعة وارصد ما تشعر به من متغيرات.