الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مروان وعمرو... حاجة غريبة

مروان وعمرو... حاجة غريبة

فى نهائيات كأس العالم للأندية الأخيرة أهدر نجم الأهلى ومهاجمه مروان محسن ضربة جزاء بتسديدة اصطدمت بالقائم وارتدت داخل الملعب، وقبلها مباشرة أضاع نجم الأهلى عمرو السولية ضربة أخرى سددها وتمكن الحارس المنافس من صدها والتقاطها، وضاع على الفريق ركلتان كانتا كفيلتين بحسم المنافسة لصالح الأهلى واختطافه لبرونزية البطولة للمرة الثانية فى تاريخه.



منذ انتهاء صراع ضربات الجزاء الترجيحية وفوز الأهلي، انطلقت حملة تحريض وكراهية ضد النجم مروان محسن ومازالت مستمرة حتى الآن، لإهداره ضربة الجزاء، والمفاجأة أننا لم نسمع كلمة تهكُم أو سخرية واحدة، أو حتى تعليق جاد على إهدار عمرو السولية ركلة الجزاء الترجيحية فى نفس المباراة.

اللافت أن ركلة مروان اصطدمت بالقائم الأيسر، فى حين ارتمى الحارس المُنافس ناحية أقصى اليمين، وهو ما يعنى أن مهاجم الأهلى سدد الكرة كما ينبغى ان تكون، ونجح فى خداع الحارس كما يجب، وكان محتملا أن ترتد الكرة من القائم لداخل المرمى كما يحدث فى اغلب الحالات، لكنها ولسوء الحظ ارتدت إلى الملعب وسط ذهول الجميع.

والشاهد أن مروان تفوق على زميله السولية، لأن الأخير اعتمد على القوة وليس المهارة، وسدد الكرة فى أقصى اليمين، ولم ينجح فى خداع الحارس المنافس، الذى توقع بدقة مكان التصويبة وارتمى فى ذات الاتجاه ليلتقط الكرة ويحمى مرماه من هدف محقق، فى لحظة صعبة وبالغة التعقيد.

الفارق بين الواقعتين كبير، ولا أقصد هنا المقارنة بين النجمين أو تفضيل أحدهما على الآخر، وإنما إظهار الفارق بين الواقعتين، ورد فعل بعض المُشجعين المهووسين، الباحثين عن « جنازة يشبعوا فيها لطم « ويسيئوا للناجحين، لمجرد مشاعر شخصية أومصالح يدفعهم البعض بإتجاهها لأغراض هى بالقطع ليست بريئة.

أعلم أسباب الحملات والهجوم على مروان محسن لها جذورها، لكنى أيضا أندهش من تجاهل إهدار عمرو السولية انفرادا فى مباراة بالميراس، كان كفيلا بحسم الأمر بفوز صريح دون اللجوء لركلات الترجيح، وهو الإهدار الذى تكرر من نفس اللاعب مرات عدة فى منافسات سابقة، وأفهم جيدا أن السولية سجل أهدافا حاسمة، لكن أيضا مروان محسن كان مهاجما حاسما بالتسجيل أو بصناعة أهداف بعضها كُتب لها التوفيق والبعض أهدره زملاؤه، وانتهى الغضب بانتهاء اللحظة، باعتبار أنها مجرد منافسة رياضية يصيب فيه البعض أحيانا ويفشل أحيانا.

قديما قال الراحل العظيم محمد لطيف «الكرة أجوان»، وحرص شيخ المُعلقين دوما، على إعطاء كل لاعب حقه، وكانت تعليقاته دائما تشيد بالهداف وبمن ساعده على التهديف، وهو بذلك كان مُعلقا محترفا محايدا، لذلك يُعد واحدا ممن ساهم فى توسيع قاعدة اللعبة فى مصر، من خلال احترافه وحياديته ونزاهته.

ما يجرى حاليا مع مروان محسن لا يمت بصلة لقواعد النزاهة أو الاحترافية وغير مسبوق ويجب أن يتوقف، لأنه يعكس روح تعصب وتطرف شديد فى نفوس البعض، وبعضهم للأسف من المحسوبين على تكتلات جماهيرية محددة، يسعون إلى بث الإحباط والفُرقة بين اللاعبين.

مروان محسن لاعب محترف ذو مهارات خاصة، يخونه التوفيق أحيانا، ولكنه حين لا يسجل ينجح فى صناعة الأهداف لزملائه بالتمريرات أو بتحركاته المُتميزة على الأرض.