الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وباء الفيسبوك

وباء الفيسبوك

يعتبر البعض أن تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير «الفيسبوك» فى رحلته مع الإنسان يتشابه إلى حد كبير مع خصائص الأمراض والأوبئة.



فالمرض يبدأ بإصابة عدد محدود من البشر ثم يبدأ الميكروب فى الانتشار لتحدث العدوى لأعداد كبيرة ثم تنتشر بينهم وتزداد الأعداد على شكل متتالية هندسية ثم يبدأ البشر فى الإحساس بالخطر فيتم تجنب مسببات العدوى ويتم إيجاد مصل للوقاية, كما أن مناعة من شفى من المرض تساهم فى تحسين أجهزة المناعة لديهم, فلا يصبحون مرضى أو ناقلين للمرض إلى الآخرين لمدة تطول أوتقصر طبقًا لخصائص الميكروب, ومن ثم تبدأ أعداد الإصابات الجديدة فى التناقص ويقل ناقلو المرض مما يؤدى فى النهاية إلى انحساره ثم اختفائه بصورة تامة أوعلى الأقل تحجيمه فى بؤر معروفة يتم الحذر منها والتعامل معها بحرص.

يرى بعض الباحثين أنه يمكن تطبيق النماذج الرياضية المستخدمة فى علم الأوبئة على انتشار الفيسبوك مثلما ينتشر الوباء وأيضًا انحساره مثلما ينحسر المرض.

بعض تلك النماذج تتحدث عن الانتشار السريع للأوبئة ثم اختفائها المفاجئ وتتوقع أنه بعد أن تنتهى مرحلة النمو والزيادة فى أعداد المستخدمين أن نصل إلى ذروة الأعداد ثم تبدأ الأعداد فى التناقص وصولًا إلى الاختفاء التام أوالتحجيم وصولًا إلى عدد ثابت من المستخدمين ربما لا يزيد عن 10% من العدد الإجمالي فى ذروته.

يشير النموذج إلى احتمالية فقدان الفيسبوك لنسبة قد تصل إلى 20% من مستخدميه الحاليين خلال الفترة من 3 إلى 5 سنوات مقبلة...يعضد هذا التصور ما أشارت إليه الإحصائيات فى الربع الأخير من العام 2020 حيث انخفض عدد المستخدمين النشطين فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من 196 مليونًا فى الربع الثالث إلى 195 مليون مستخدم فى الربع الرابع بنسبة ضئيلة فى حدود نصف فى المئة فقط.

نفس تلك الدراسة تشير إلى توقع انخفاض أعداد المستخدمين النشطين بإجمالي 10 ملايين مستخدم هذا العام فهل هذه هى بدية النهاية لهذا التطبيق خاصة أن الآثار الجانبية له كثيرة ونلمسها جميعًا والتي تشمل زيادة معدلات الشعور بالدونية والاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية واضطرابات الأكل والنوم وقلة فترات الاسترخاء وأيضًا ظهور تطبيقات أخرى اتجه إليها البعض تاركين حساباتهم غير نشطة كما كانت فى السابق. تغريدة: إن غدًا لناظره قريب