الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الزعيم الذى شُيع خمس مرات لمثواه

الزعيم الذى شُيع خمس مرات لمثواه

بعد أن نجحت ثورة 23 يوليو فى خلع الملك فاروق بن فؤاد بن إسماعيل وأصبحت مصر جمهورية بفضل هذه الثورة ، قررت حكومتها تكريم زعيم من زعماء مصر وعظماء الجهاد ضد المحتل الإنجليزى وهو الزعيم الكبير محمد فريد بنقل رفات المجاهد الكبير إلى جوار رفيق الكفاح ضد المستعمر الزعيم مصطفى كامل فى يوم 15 نوفمبر 1953 وقد كانت رحلة نقل رفات المجاهد العظيم من مرقده الأول بجوار السيدة نفيسة إلى جوار الزعيم ورفيق الكفاح مصطفى كامل قد تمت فى موكب مهيب بل رائع ولكن نقل رفات الزعيم محمد فريد  هذه المرة كان يحدث للمرة الخامسة التى يشيع فيها بعد وفاته. 



المرة الأولى كانت فى برلين عندما توفى فى منفاه بألمانيا فى 16 من نوفمبر 1919 إذ نقل جثمانه فى اليوم التالى لوفاته من المصحة التى توفى بها رقم 17 شارع مارتن فى احتفال مهيب سار فيه المصريون المقيمون فى برلين وعدد كبير من العرب والشرقيين وبعض الألمان المثقفين، وكان يومًا ممطرًا اكفهرت فيه السماء وهبت العواصف وكأنها أى الطبيعة أرادت أن تشارك المصريين الحزن على المجاهد الكبير محمد فريد بك وسارت الجنازة الى مقبرة المسلمين ببرلين حيث حفظ التابوت ريثما يتم نقل الرفات إلى مصر أرض الميلاد. 

بقى جثمان الزعيم فى مكانه شهورا قاربت السنة حتى قيض الله رجلا وطنيا من كبار النفوس من الزقازيق هو الحاج خليل عفيفى وكان من كبار أعيان الزقازيق رحمه الله ورحم الزعيمين محمد فريد ومصطفى كامل حيث تبرع رحمه الله بنقل رفات الزعيم الكبير إلى موطنه، وهكذا نقل الحاج خليل عفيفى رفات الجثمان الطاهر على نفقته الخاصة عام 1920، وشيع الجثمان للمرة الثانية يوم 21 مايو سنة 1920 إلى محطة برلين فى جنازة سار فيها جميع المصريين الذين كانوا فى برلين، ووضع جثمان الزعيم فى عربة خاصة بالقطار وسار به إلى تريستا، حيث أقلته الباخرة حلوان قاصدة الإسكندرية فوصلها رحمه الله صبيحة يوم 8 يونيو من نفس العام ، وفى هذا اليوم شيعت جنازته للمرة الثالثة إلى محطة الإسكندرية فى مشهد شعبى عظيم لا يدرك البصر آخره. 

وفى  اليوم التالى 9 يونيو 1920 شيعت جنازته للمرة الرابعة فى القاهرة، فى موكب زاد من هيبته وروعته تدفق الجماهير لتشييعه وأنزل جثمانه فى مدفن الأسرة بجوار مسجد السيدة نفيسة. 

وفى يوم 15 نوفمبر 1953 احتفلت ثورة يوليو وحكومتها والشعب بتشييع جنازته للمرة الخامسة إلى مقره الأخير حيث يرقد بجوار زميله وصديقه فى الجهاد مصطفى كامل الذى توفى فى عام 1908 وحمل الزعيم محمد فريد الراية من بعده إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى فى 15نوفمبر 1919.