الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
%101

%101

حالة من الطوارئ أعلنتها العديد من البيوت المصرية.. معسكرات مغلقة.. رفع درجات التأهب القصوى.. لا وقت للكلام أو السلام.. النوم بمواعيد وكذلك الطعام ولا مكان للترفيه.. الموبايل والتليفزيون من المحرمات.. فالامتحانات على الأبواب.. والأدهى من ذلك والأشد خطورة أنها ستعقد فى يوم واحد وفى ورقة واحدة لجميع المواد بدءاً من الصف الرابع الابتدائى وحتى الثانى الإعدادي، الأمر الذى سبب «كركبة بطن» للعديد من الأمهات أكثر من أبنائهن وكأنهن الذين سيخضن الامتحان بأنفسهن وليس الطلاب.



ورغم تأكيد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أن امتحانات الفصل الدراسى الأول لصفوف النقل ستجرى بنظام «MCQ» أو الاختيار من متعدد، وأن الامتحان لا يتضمن أسئلة مقالية وسيتم إلغاء أسئلة التعبير والإملاء فى مادة اللغة العربية ويستغرق وقت الامتحان ساعتين، إلا أن الكثير من الأمهات لاتزال تسيطر عليهن طرق المذاكرة التقليدية والعقيمة فى إجبار الطفل على حفظ كل المنهج بالنص لا أن يفهم ويستوعب ويعبر بطريقته، أن يبدع فى صم كل الأجزاء لا أن يستنتج ويلخص لعمل قراءة سريعة وافية قبل الامتحان.

وفى أوقات الامتحانات العصيبة، يمكن سماع أصوات الصراخ العالية فى كل بيت حيث تتميز الأم المصرية بأسلوبها الخاص فى تربية أبنائها وقت المذاكرة، فلا يخلو البيت المصرى من وجود العديد من الأسلحة، وتعد الأداة الأكثر فتكاً والأسلوب الأمثل لتوصيل المعلومة بشكل جيد للطفل هو «الشبشب»، ورغم ارتفاع الدرجات العلمية التى وصلت إليها المرأة المصرية، إلا أن «الشبشب» يبقى هو الأداة الأكثر انتشاراً بينهن، وهنا يبقى السؤال الأهم «بتعرفى تنشني»؟!

ويعتبر «القرص»، كذلك إحدى الأسلحة اليدوية التى تستخدم فيها الأم كف يدها للضرب وقت إحساسها بـ«الغل» والغضب حيث إن بعضاً من الأطفال لا يؤثر فيهم الضرب بشتى الطرق.

الخوف الذى يسيطر على كثير من «الماميز» نابع من اعتقادها بعدم قدرة ابنها على استيعاب الفكرة، وأيضًا ضيق الوقت للتدريب على الأمر، إلا أن اسئلة الاختيار من المتعدد تساعد فى تحقيق أكثر من هدف تعليمى، وتعمل على تنمية التفكير، وزيادة التركيز  وبقاء أثر التعلم وتحقق كل أهداف المنهج كما أنها تراعى الفروق الفردية بين الطلاب، وتقلل من نسب التخمين، فلا داعى لحالة القلق وأتركوا الطلاب يخوضون التجربة التى بالتأكيد ستأتى بنتائج إيجابية وستجنى ثمارها المرجوة من العملية التعليمية ولذلك نصيحة لكل ماميز «أرحمى ابنك شوية»، فلا نريد أجيالا مثل نجيبة متولى الخولى فى فيلم «الثلاثة يشتغلونها»، تحصد 101٪ وهى فى حقيقة الأمر «حافظة مش فاهمة» ولا تفقه شيئا  لكننا نريد أجيالا مبدعة قادرة على استخدام العقل وتفكر خارج الصندوق.