الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
استعمار الفيسبوك

استعمار الفيسبوك

 خلال الشهر الماضى توقفت خدمات الأخبار المختلفة على موقع الفيسبوك الشهير لما يقرب من 17 مليون مواطن أسترالى من اصل 25 مليونا وذلك لمدة اسبوع.



استيقظ المستخدمون فوجدوا أن حساباتهم تعمل ولكن بلا محتوى إخبارى تقريبا... اختفت صفحات وكالات الأنباء والصحف بل تعدى الأمر إلى اختفاء العديد من المواقع الحكومية التى تقدم خدمات معلومات وطوارئ وخلافه مما اثار استياء العديد من المواطنين متهمين شركة الفيسبوك بالتعدى على الحق الأصيل للإنسان فى الحصول على المعلومات بحرية كما اتهمها البعض بالتقصير بحجب معلومات مهمة تساعد فى مكافحة وباء كورونا والوقاية منه أو التصرف فى حالة الاحساس بالأعراض وخلافه.... هذا الإغلاق طال أى مواطن أسترالى الجنسية حتى وأن كان يستخدم الفيسبوك من خارج بلده... فيسبوك شبه فارغ ... للأسف توسعت شركة الفيسبوك فى فهم مفهوم «الأخبار» فأغلقت العديد من المواقع والصفحات الأخرى ومنها مواقع الخدمات الحكومية والمجتمع المدنى وخدمات الطوارئ فما كان السبب للإغلاق وما الذى اعاد الأمر إلى طبيعته وهل هذا هو نهاية المطاف أم ماذا؟

الحقيقة أن سبب قرار الفيسبوك لإغلاق تلك الصفحات كان ببساطة نتيجة أنباء تم تداولها عن مشروع قانون ستقوم الحكومة بتمريره ينص على ضرورة أن تقوم إدارة كل من الفيسبوك وجوجل بدفع مبالغ مالية لمؤسسات الإعلام والأخبار الاسترالية جراء استخدام تلك الأنباء وتداولها عبر شبكاتها... الاحصائيات تشير إلى أن التسويق الإلكترونى عبر شبكات الفيسبوك وجوجل يستحوذ على 81% من إجمالى التسويق الإلكترونى فى استراليا ككل.

يأتى هذا بعد قيام جوجل بالتوقيع مع مؤسسة روبرت مردوخ عملاق الإعلام الأمريكى لتقاسم أرباح منصات إخبارية مع جوجل بعد صراع استمر لعدة سنوات... على سبيل المثال ابرمت شركتا بث تليفزيونى مجانى فى استراليا اتفاقية مع جوجل بقيمة 47 مليون دولار سنويا.

بعد مفاوضات لمدة اسبوع اعادت إدارة الفيسبوك المنصة إلى العمل مرة أخرى مع تصريح بإمكانية اللجوء إلى اعادة الغلق مرة أخرى... يأتى هذا مع وعود متبادلة بتعديل مشروع القانون من قبل الحكومة  والاتفاق مع مؤسسات الأخبار من قبل الفيسبوك وهى وعود غير محددة ربما تفتح هذا الملف الشائك مرة أخرى فى أى منطقة أخرى من العالم والتى ربما ستكون أكبر حجما وتأثيرا من الحالة الراهنة.