الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المراقب الإلكترونى 1-2

المراقب الإلكترونى 1-2

مع التحول فى منظومة التعليم من الأسلوب التقليدى إلى الأساليب الرقمية عن بعد والتى أحدثت تحولًا كبيرًا فى المناهج وأسلوب تدرسيها وفى أسلوب تفاعل الطالب والمعلم فى قاعات المحاضرات الافتراضية وكذا أيضًا فى أساليب التقييم والاختبار.



فى غمار تسارع معدلات التحول الرقمى لم يتم الانتباه كثيرًا فى البداية لدور أساسى لشخص كان يطلق عليه «مراقب الامتحانات»... ذلك الشخص الحنون أو القاسى... العادل أو الظالم...المحايد أو المنحاز والذى كان يستمر جيئة وذهابًا طيلة الامتحان... ربما يشعر بالارتياب فى طالب بعينه فيحضر كرسيه الخشبى ويجلس أمامه واضعًا رأسه بين كفيه ناظرًا إليه نظرة نارية تمنعه من الغش وربما تمنعه من التنفس أيضًا...ثم ينتفض فجأة قائلًا جملته المرعبة بأن الباقى من الزمن خمس دقائق وأنه يجب أن يقوم الطلبة بمراجعة أوراق الإجابة والاستسلام ليده الممتدة للحصول عليها بعد انتهاء الدقائق الخمس... أتذكر مشاهد بائسة وربما ضاحكة لتوسل طالب بأن يتركه المراقب عشر دقائق لاستكمال الإجابة, وأتذكر ابتسامة المراقب وهو ينتزع الورقة انتزاعًا ملقيًا بكلمات لهذا الطالب مفادها بأن الوحى الذى لم ينزل عليه طيلة الأربع ساعات مدة الامتحان لن يأتيه فى تلك الدقائق العشر المطلوبة.

الأمر فى العالم الرقمى أصبح مختلفًا, فالطالب لن ينتقل إلى لجنة الامتحانات التقليدية ولكن سيكون قابعًا فى منزله أمام شاشة الحاسب الشخصى متصلًا بشبكة الإنترنت حيث سيجرى الاختبار فى وقت محدد أيضًا. فى البداية ربما لم يكن التركيز على ما قد يقوم به بعض الطلبة من الاستعانة بشبكة الإنترنت وعلى الأخص محرك البحث جوجل أو الاتصال بصديق أو معاونة أحد بجواره ليتمكن من إجابة الأسئلة والحصول على درجة متميزة.

أما ولأن «الغش» هو أحد سلوكيات البشر والتى نحتاج إلى التعامل معها بالتقويم والنصح والمنع والعقاب فإن النظم الحديثة للاختبار والتقييم أصبحت تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى Artificial Intelligence لمكافحة هذا السلوك واكتشافه والبلاغ عن مرتكبيه, أيضًا ليس الأمر فى أثناء عقد الامتحانات فحسب بل يتم استخدامها لمراقبة سلوك الطلبة فى المحاضرات العادية ومدى تجاوبهم مع المدرس والتزامهم فى الحضور وعدد ساعات الغياب وخلافه. غدًا نكمل