
محمد عبد النور
نقاط مصرية واضحة فوق حروف محددة
الكثير من الدوائر العالمية ترقبت زيارة الرئيس السيسى للسودان على رأس وفد رفيع المستوى كأول زيارة عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالى السودانى وبعد أن سبقتها زيارة لوزيرة الخارجية السودانية للقاهرة.
وبما أعطى إشارات بحجم التنسيق والتعاون المصرى السودانى فى قضايا محددة ثنائية واقليمية فيما يخص المصالح العليا لمصر والسودان كدولتين شقيقتين تتقاسم دواعى وروابط شعبية واقتصادية مؤثرة وأمنية تتعلق بالأمن الإقليمى فى البحر الأحمر.
وأيضا مصيرية كدولتى مصب لنهر النيل تتعرضان لضرر من سد النهضة والسلوك الإثيوبى سواء فى المفاوضات حول سد النهضة أو فى النشاط العسكرى الإثيوبى على الحدود السودانية.
والحقيقة أن الترقب الأهم كان ترقبا مصريا شعبيا للمحددات التى ستؤسسها زيارة الرئيس السيسى للسودان فيما يخص سد النهضة والعزم الإثيوبى على البدء الثانى لتخزين المياه والموقف المصرى منه واضح ومحدد وصريح ولم يتزحزح قيد أنملة طوال سنوات المفاوضات ألا وهو الرفض القاطع لأى تصرف أحادى لا يتم ضمن اتفاق يراعى مصالح الجميع.
ومن ثم فإن زيارة الرئيس السيسى للسودان أكدت على الموقف المصرى الداعم للمقترح لتشكيل رباعية دولية من رئاسة الاتحاد الإفريقى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة للتوسط فى التوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يكون ملزماً قانونياً ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان.
والدعم المصرى للتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية مع إثيوبيا ضمن احترام السودان للاتفاقيات الدولية المنشئة للحدود وسعيها الدائم لتأكيد سيادة الدولة بشكل سلمى ودون اللجوء للعنف.