الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المقعر والأجوف 1-2

المقعر والأجوف 1-2

المقعر والأجوف صفات تطلق على الشخص أو على كلامه أو عليهما معا...يقال بئر مقعرة أى بئر عميقة أما الشخص أو الكلام المقعر فهو الكلام المعقد الممتلئ بالمصطلحات والتركيبات اللغوية الشاذة والغريبة وهى على الرغم من سلامتها إلا أنها تعطى انطباعا بالاستعلاء من قائلها وهو ما يضع حواجز نفسية متعددة بينه وبين من يحدثه... للأسف الشديد أحيانا ما ينجح الشخص المقعر فى لفت الانظار ونيل الاحترام أكثر من الشخص السلس ذى الألفاظ البسيطة حتى وإن كان يتحدث فى موضوع أكثر أهمية من تلك الموضوعات التى يتناولها الشخص المقعر.



تمتلئ القنوات الإعلامية المختلفة حول العالم بالعديد من الشخصيات المقعرة كما يتنشر عدد كبير من الكتاب الذين ينتهجون هذا النهج المقعر فيما يكتبونه... بعضهم ذو شهرة كبيرة ولكن بعد أن تقرأ احد أعماله المقعرة وعلى الرغم من الفائدة التى حصلت عليها إلا أنك دائما ما تسأل نفسك سؤالا متكررا» لماذا هذا الاسلوب ولم الحاجة إليه... أنت أديب ومفكر كبير لم تأت أهميتك من هذا التقعر ولكن مما تتناوله من موضوعات» ثم سرعان ما ترد عليك خاطرة أخرى بأنه ربما الأهمية والشهرة اتت من التقعر اكثر مما أتت من المادة العلمية أو الموضوع محل البحث فليس كل القراء ينزعجون من هذا الاسلوب.

على الجانب الآخر نجد الشخص الأجوف ذا  التعبيرات الجوفاء والجوف هو الشىء الفارغ الذى لا قيمة له أما عن الكلام الأجوف فهو الكلام الكثير متعدد المترادفات والتعبيرات الطنانة الخالية من أى معنى إضافى وأحيانا خالية من أى معنى على الاطلاق.

عودة إلى وسائل الإعلام حيث قد يستمر ضيف فى الحديث لمدة ساعة أو أكثر بلا انقطاع ولكن فى النهاية عندما تسأل نفسك عما هو المحتوى تجد إنه يمكن اختزاله فى كلمات مختصرة دالة لا تزيد مدة القائها على خمس دقائق... أمر مشابه يحدث فى الإصدارات المطبوعة من روايات ودراسات وكتب علمية متخصصة فربما تجد إحدى تلك المطبوعات قد تجاوز عدد صفحاتها حاجز الـ500 صفحة ثم عندما تنظر إلى عنوان الكتاب وإلى الفهرس فإنك تجد أن الفكرة والهدف والمعلومة الأساسية قد وصلت اليك ولا داعى لقراءة أو على الأقل تتوقف بعد قراءة ربع الكتاب متسائلا عن جدوى الاستمرار فلا توجد إضافة ولكنه سرد ربما يكون مسليا ولكن بلا أى قيمة مضافة على الاطلاق. غدا نكمل