الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المستقبل  الذى مضى 1-2

المستقبل الذى مضى 1-2

خلال القرن العشرين كانت البشرية كلها تتطلع إلى عام 2000 بصور مختلفة جسدتها أعمال أدبية من روايات وقصص وأعمال سينمائية وخلافه.



اتفقت الأفكار والآمال على أنه بحلول عام 2000 ستنتهى أغلب الأمراض والأوبئة والحروب وسيكون الإنسان أكثر تحضرا وإنسانية وسنشهد تقدما تكنولوجيا غير مسبوق فمن لن يعرف لغة الحاسب الآلى سيعتبر شخصا أميا... كل شىء سيدار من خلال تلك التقنيات... السيارات ستطير فى الهواء وسيتمكن الإنسان من الانتقال بسرعات فائقة وسيتعايش بصورة عادية مع الروبوتات والأنظمة الآلية.

ومع اقتراب الألفية الجديدة طفت على السطح أزمة متوقعة فى عدد من البرمجيات والأنظمة الفنية جراء نظام التقويم بها سميت Y2K (أى انتقال كل الأنظمة من الترقيم 1900 إلى 2000) بعد أن كانت كل الأنظمة تعتمد على 19 أو تتغاضى عن إضافتها على الإطلاق وانتشرت فى تلك الفترة العديد من الأبحاث والندوات والمؤتمرات والحلول التقنية لمعالجة تلك المشكلة والتى بالغ البعض فى التحذير من آثارها والتى ربما تصل إلى انفجار للمفاعلات النووية واضطراب أنظمة الطيران والملاحة وتوجيه الصواريخ الحربية وأنظمة الرادارات والمراقبة والأقمار الصناعية وخلافه.

اتذكر أن ليلة رأس السنة -31 ديسمبر 1999- قضاها العالم ما بين محتفلين وما بين مترقبين من خلال غرف المراقبة والمتابعة وإدارة الأزمة تحسبا لما قد ينجم جراء تلك النقلة فى التقويم ولكن المدهش أنه لم يحدث أى شىء تقريبا وعدد قليل جدا من الأنظمة احتاج إلى تعديل بسيط فى أسلوب قراءة التاريخ.

خرجنا بعد منتصف الليل نتفقد الشوارع والطرقات والسيارات فلم نجدها تطير ولم نجد رجال الشرطة يحملون مسدسات ليزر كما لم نشاهد أى روبوت أو كائن فضائى يسير مصدرا أضواء براقة وكثيرة كما قد توقع البعض.

ما حدث بعد ذلك هو المزيد من الهجمات والحروب –تفجير برجى التجارة والحرب على الإرهاب- واستمرت التكنولوجيا فى الحركة ببطء حتى بدأت شبكات التواصل الاجتماعى فى موجتها الثانية فى الظهور متزامنة مع الهواتف الذكية التى تعمل شاشاتها باللمس بدون لوحة مفاتيح على الإطلاق.

غدا نكمل