الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المستقبل الذى مضى «2-2»

المستقبل الذى مضى «2-2»

مع تغلغل شبكات التواصل الاجتماعى وسيطرتها على مجتمع المعلومات ككل بعد مرور خمس سنوات على بداية الألفية الثالثة تغير شكل العالم إلى الأبد.



تسارع فى ابتكارات لأجهزة المستخدمين من الهواتف الذكية والحواسب اللوحية مع تطور كبير فى تقنيات الاتصالات وسرعاتها سمحت بالمزيد من الانتشار والسيطرة للوسائط المتعددة من مقاطع صوتية ومصورة مقارنة ببداية شبكة الإنترنت والتى كانت تعتمد بالأساس على المحتوى المكتوب.

تم استبدال لوحة المفاتيح بشاشة ملساء ثم حاليًا نتحرك نحو المرحلة التالية حيث يتم استخدام الميكروفونات للأوامر الصوتية والكاميرات لإعطاء أوامر من خلال تعبيرات الوجه وحركة الأيدى.

انتشار للخدمات الإلكترونية والتى تقدم من خلال الحكومات والشركات والقطاع المدنى مرتبطة بالمعاملات البنكية الإلكترونية وأدوات الدفع غير النقدى وصولًا إلى عملات مشفرة لا يمكن لمسها بل ولا تصدر من خلال البنوك المركزية كما هو معتاد ومتفق عليه فيما سبق.

أصبحت كل الأشياء مرتبطة بشبكة الإنترنت فيما يعرف بإنترنت الأشياء وبات أى شيء غير متصل بتلك الشبكة غريبًا وخارج إطار الحاضر فى أحيان كثيرة، فالسيارات وكاميرات المراقبة و الأجهزة المنزلية وخلافه باتت متصلة ويتم التحكم فيها عن بعد بل و يتم تحليل بياناتها للوصول إلى اتخاذ قرارات بدون العودة إلى الإنسان.

باتت الأنماط القديمة للتعليم والعلاج والعمل تتكسر أمام الأنماط الجديدة -عن بعد- والتى ساعدت جائحة كورونا فى انتشارها وإعطائها مساحة لم تكن لتحصل عليها فى هذه الفترة الزمنية المحدودة لولا الضرورة القصوى واستحالة الاستمرار فى الطرق التقليدية خاصة مع انتشار الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته المتعددة.

كل ذلك ارتبط بقوانين منظمة وشركات عابرة للحدود تعمل فى مجال المعلومات وتسير جنبًا إلى جنب مع الشركات الحالية المقدمة للسلع والخدمات وباتت تلك الشركات فى مواجهة الحكومات فى أحوال كثيرة وأصبح رؤساء تلك الشركات يتمتعون بسلطة و سيطرة ربما تفوق بعض الحكومات.

هذا جزء من المستقبل الذى كنا ننظر إليه قبل بداية الألفية بسنوات والذى بات جزءًا من الماضى، فالتسارع الكبير قلص اللحظة الحاضرة وأدى إلى اتساع نطاق المستقبل والماضى أيضًا ولكن بلا انبهار كما كنا ننبهر فى الماضى بالتكنولوجيات الحديثة فلن تجد إنسانًا حاليًا ينبهر من التعرض لأى جزء من أجزاء هذا التقدم العلمى مثلما أصبنا بالدهشة الشديدة قبل 50 أو 40 عامًا من الآن.

ولكن هل هذا هو نهاية المطاف...هل وصلت الإنسانية إلى ذروة التقدم...هل سيتراجع الاهتمام بالزراعة والصناعة...هل توجد معادلة متزنة لدمج كل عصور الحضارة الإنسانية فى صيغة توافقية تسمح باستمرار الإنسانية ومبادئها من أجل استمرار الإنسان كإنسان؟....أتمنى هذا.