على الخصاف
خلال مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية فى دورته التاسعة والعشرين والذى أقيم بدار الأوبرا المصرية خلال شهر نوفمبر 2020 بمشاركة 93 عازفا من خمس دول والذى تم عقده فى ظروف شديدة الصعوبة فرضتها جائحة كورونا وإجراءاتها الاحترازية وصعوبة الطيران والتنقل توقفت عند حدثين أراهما فى غاية الأهمية وجديرين بالذكر.
الحدث الأول مرتبط بجلسات المؤتمر والذى عقد باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فلم يكن جميع المحاضرين متواجدين بالقاعة كما كان الأمر فى السابق بل حدث ان تمت اغلب الجلسات بنظام التواصل الهجين والمقصود به وجود بعض المحاضرين بأنفسهم ووجود البعض الآخر فى بلدانهم ويتم التواصل من خلال امكانية العمل من خلال أنظمة المؤتمرات المرئية Videoconference والبث المباشر للجلسات على شبكة الإنترنت لإتاحتها لقطاع عريض من المهتمين بالشأن الموسيقى ممن لم يستطيعوا التواجد أو يخشون التواصل والاختلاط.
الحدث الثانى هو اللقاء مع الفنان الموسيقار العراقى على الخصاف وهو لقاء صدفة نتجت عنه صداقة أعتز بها كما نتج عنه تبادل للأفكار والتعرف على بعض من إبداعات هذا الفنان المتميز.
أهدانى هذا الفنان الرائع مقطوعة موسيقية بديعة عنوانها «أنغام من التراث العربى الأصيل» عبارة عن عزف أوركسترالى رائع لبعض من الأعمال-الأغانى-العربية الشهيرة بعضها مصرى وبعضها عراقى.
تبدأ المقطوعة بعزف لأغنية «الحلوة دى» لحن موسيقار الشعب الكبير الشيخ سيد درويش ومن كلمات المبدع بديع خيرى ثم تنتقل المقطوعة إلى أغنية العندليب الأسمر الفنان عبدالحليم حافظ «أنا لك على طول» لحن موسيقار الأجيال الرائع محمد عبدالوهاب وكلمات الرقيق مأمون الشناوى... تعود المقطوعة إلى لحن «الحلوة دى» مجددا قبل الانتقال إلى الموسيقى العراقية ومقام اللامى العراقى الأصيل وأغنية «كلى ياحلو» للفنان الكبير ناظم الغزالى كلمات جبورى النجار وألحان عبد الأمير النجفى وأيضا أغنية «ياللى نسيتونا» للفنان الكبير قارئ المقام محمد القبنجى ومن كلماته والحانه أيضا وذلك قبل ان تختتم بالعودة مرة أخرى إلى لحن «الحلوة دى».
روعة التجربة فى تحويل الألحان العربية الأصيلة إلى الأسلوب الاوركسترالى برشاقة وذكاء مما يسمح بالتلاقى بين تلك الفنون وأيضا فتح آفاق جديدة أمام تلك الألحان للانتشار فى منطقة أخرى من الفنون الموسيقية والتى قد لا يكون الاهتمام بها فى مجتمعاتنا بالقدر الكافى.
تجربة فريدة أتمنى تكرارها وربما أكون أكثر طمعا وأتمنى أن يتاح عقد حفلات وربما مؤتمرات دولية لاستعراض هذا المزج البديع.
