الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النجاح فى سوق العمل 1-2

النجاح فى سوق العمل 1-2

صباح اليوم وجدت رسالة على هاتفى المحمول تحمل سؤالا من أحد الشباب «كيف انجح فى سوق العمل؟»، وبالرغم من أن السؤال يبدو بديهيا إلا أن استغراقى فى التفكير لمحاولة الاجابة بصورة منظمة أعادنى إلى زمن سابق سألت نفس السؤال فكانت الإجابات تقليدية تبدأ بأن اهتم بدروسى، وأن التحق بكلية مناسبة وأتفوق فى الدراسة مع الاهتمام باللغة الانجليزية والمعرفة بمهارات الحاسب الآلى.



والحقيقة أن الإجابة التى حصلت عليها منذ سنوات بعيدة لم تكن كافية وهذا ما اكتشفته مع مرور الوقت بالرغم من اهميتها إلا أن الأمر أعقد من هذا بكثير. كثيرا ما كنا نعتقد ان المهارات الفنية هى كل شىء حتى اكتشفنا ضرورة وجود مهارات إدارية ومهارات إنسانية فى التعامل مع أصناف البشر المختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من القيم والمبادئ منها الإخلاص والصدق والاتقان مع ضرورة وجود شغف وحب لما نقوم به من عمل على أن يتم ذلك كله فى إطار رؤية لما نرغب فى أن نكون عليه، وهى ما قد يطلق عليها البعض لفظ «الحلم».

ومع محدودية مصادر المعرفة وعدم امكانية أتاحتها للكافة بنفس القدر فى العصور السابقة كانت المعلومة والوصول إليها من الأمور الشاقة والصعبة، وهو ما كان يجعلنا نصطدم بمن يعرفون ويكتمون معرفتهم للاحتفاظ بالتميز والتألق واستمرار الحاجة اليهم. «من علمنى حرفا صرت له عبدا» كانت وما تزال مقولة سليمة مئة بالمئة ولكن الآن مع انتشار مصادر المعرفة واتاحتها بصورة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية كلها، فإن تلك المقولة من الممكن ان يتم تعديلها لتصبح «من علمنى كيف ابحث صرت له عبدا»..

المقولة الأصلية مجهولة المصدر وبغض النظر عن رفض البعض لها بقولهم إن العبودية لله وحده فقط وعدم قدرتهم على التمتع بقدر من الفهم والمرونة تسمحان باستخدام اللفظ لتوضيح معنى دون إقرار منزلة فإن عصر المعلومات قد غير كثيرا فى نمط العمل والنجاح فيه.

حاليا لن نتقيد بالأساليب والقيود التقليدية للعمل من توظيف فى هيئات أو شركات محلية أو بالسفر الى خارج البلاد مرورا بقيود الحضور والانصراف وخلافه، فإمكانية العمل عن بعد والتعاقد كل الوقت أو بعضه أو أحيانا بالقطعة مع أى مؤسسة محلية أو إقليمية أو دولية صار سهلا ومتاحا.

غدًا نكمل