النجاح فى سوق العمل 2-2
فى عصر المعلومات يمكن لمواطن مصرى يقيم فى القاهرة أو إحدى الضواحى أو الأقاليم من أن يعمل فى مؤسسة أو شركة فى سنغافورا أو كندا بدون أن يغادر شارعه أو قريته.
يمكن لشركات الكول سنتر التعاقد للرد على مكالمات الدعم الفنى الخاصة بشركة فى إيطاليا ويكون الموظفون مقيمين فى منازلهم فى القاهرة أو الهند.
من الممكن أيضا أن يختفى مقر الشركة ويتحول إلى منصة إلكترونية وعدد من خطوط الاتصال وتستمر الشركة وتكبر وتنمو وتصبح قيمتها السوقية عشرات أو مئات الملايين من الدولارات والأمثلة كثيرة.
ساهمت شبكة الإنترنت والأنظمة الفنية وأدوات التواصل المختلفة من نمو نمط من الموظفين يمكن ان يطلق عليه «الموظف المستقل» Freelancer أى ان هذا الموظف ليس متعاقدا مع شركة واحدة للعمل بصورة نظامية «حضور وانصراف» ولا يعمل 40 ساعة اسبوعيا مثلما تتطلب قوانين العمل بل يقوم بالتعاقد مع أكثر من شركة أو مؤسسة فى نفس الوقت للقيام بعمل محدد المواصفات والتوقيت ومحدد الأجر أيضا وبالطبع لا توجد حاجة لانتقاله إلى مقر الشركة لإتمام العمل... ربما عدد محدود من الزيارات والاجتماعات وربما يتم الأمر بصورة افتراضية بالكامل.
احصائيات سوق العمل العالمية كثيرة ومتعددة منها ما يتعرض للعاملة المنظمة ومنها ما يشمل العمالة غير المنتظمة أو غير المؤمن عليهم أيضا وفى بعض تلك الاحصائيات والتى تشير إلى ان إجمالى قوة العمل قد تصل إلى 3.5 مليار إنسان وبغض النظر عن الرقم المجرد فإن التقديرات تشير إلى أن العمالة المستقلة قد تشكل نحو 35 % من إجمالى قوة العمل وان نحو 57 مليونا منهم يعملون من المنازل- أرقام 2019- والتى من المؤكد أنها تضاعفت عدة مرات بعد جائحة كورونا وما فرضته من إجراءات اغلاق وتباعد اجتماعى وخلافه.
اللافت للنظر أن نحو 75% من العمالة المستقلة لا ترغب فى العمل بالأساليب التقليدية النظامية ويفضلون عليها العمل بحرية واستقلال مقابل 25% فقط يرغبون فى الانخراط فى العمل التقليدية متى سنحت أمامهم الفرصة.
أمر آخر مرتبط بمصطلح «ريادة الأعمال» والذى يرى البعض أن ضعف التمويل والتدريب والتأهيل هى أكثر أسباب الكثير من الإخفاقات الا أن حقيقة الأمر تشير إلى أن المشكلة الحقيقية هى غياب الفكرة الوجيهة فى اغلب الأحيان.
وعليه فإن النجاح فى العمل فى عصر المعلومات يعتمد بالأساس على مربع الإبداع والاتقان والمهارات والشغف.
